لم تتعطّلِ انتخاباتُ الرئاسةِ الأولى بل جرى تعطيلُ وصولِ سعد الحريري إلى الحكومة .. فالرجل الذي خرَجَ خُلْعاً مِن السرايا وقُطِعَ له ” ون واي تيكت” لن يمتلكَ القدرةَ منفردًا على حجزِ تذكِرةِ الإياب .. وأن يَرسُمَ وحدَه خطَّ سيرِه مِن دونِ الرجوعِ إلى مَن قَطَعَ له ورقةَ الذَّهاب وليس مِن باب سليمان فرنجية تعودُ المياهُ إلى مجاريِها معَ فريقٍ لم يسألْه زعيمُ المستقبل شروطَه للقَبولِ به رئيساً للحكومة لكنّ الحريري حقّق في المقابلِ مكاسبَ في اتجاهاتٍ عدة .. هو ضربَ الأحلافَ بعضَها ببعض .. ومِنَ اليوم فصاعداً فإنّ المرشّحَ الأبرزَ هو فِقدانُ الثقة التيارُ العونيُّ فَقد الودَّ معَ سليمان فرنجية.. القواتُ نزَعتِ الثقةَ منَ المستقبل .. الأرمنُ يدرُسونَ خطَّ سيرِهم إما صعوداً إلى زغرتا وإما نحوَ الرابية دُر .. وحزبُ اللهِ استهلَك كلَّ مِضخاتِ الدعمِ لحليفِه الجنرال حتّى إنه يكادُ يُتّهمُ بمعاداةِ الفرنجية .. في المعطيات قبلَ أسبوعٍ مِن جلسةِ الانتخاب أنّ السادسَ عَشَرَ مِن كانونَ الأولِ هو كما السادسَ عَشَرَ مِن أيِّ شهر .. ولن يتغيّرَ شيءٌ سِوى إضافةِ رقْمٍ جديدٍ إلى الجلَسات ما فوقَ الثلاثين والأطرافُ المعنيةُ بالتواصلِ لم تفقِدِ الأمل .. فالحريري أجرى في الرياض دُروساً أخلاقيةً لنوابِه المتشدِّدينَ وعلّمهم قيمةَ الانفتاح على بنشعي .. القواتُ لم تُعلنْ نتائجَ خَلوتِها والتزمَت هُدنةَ وقفِ إطلاقِ النارِ الافتراضيّ معَ المستقبل .. على أنّ الصمتَ الناطقَ كان في الرابية معَ كلامٍ يُعيدُ سليمان فرنجية إلى حَضانةِ التكتّل .. ويذكِّرُه بأنه ” عضو” لدى هذا التكتّلِ بتَكرارِ العبارةِ في أكثرَ مِن سطرٍ وجملة الجنرالُ الصامتُ المُلزِّمُ موقفَه لأكاديميةِ سليم جريصاتي لم يكُن إلا متكلماً جداً .. فهو رفضَ التهويلَ بالدم وبرئيسِ الفرصةِ والانهيارِ الماليّ ورَدّ فرنجية إلى بيتِ الطاعة منتظراً استضياحَ الصورةِ مِن المرشّحِ نفسِه ” عضوِ ” التكتل وفي هذا الإطار تردّدت معلوماتٌ أنّ اللقاءَ المرتقبَ بينَ عون وفرنجية قد يكونُ غداً لكنَّ الرئيسَ أمين الجميل الذي سبقَه إلى الرابية بشّر بأنّ الأمورَ غيرُ مسهّلة ما هو متعثّرٌ في بيروت .. يكادُ يكونُ في أعلى درجات التخبّطِ في الرياض حيث اجتماعُ توحيدِ المعارَضةِ السورية يُشبهُ تركيبَ البازل .. أطرافٌ لا تمثّلُ حَضرت .. شخصياتُ انتقلَت مِن فنادقِ باريس واسطنبول إلى فنادقِ المملكة .. تنسيقاتٌ لا يجمعُها تنسيق .. إنسحاباتٌ واستدعاءاتٌ لممثلينَ لا يمثّلون .. حوارُ الذين لا سلطةَ لهم .. فيما داعش والنصرة يحتكمانِ على أرضِ العراقِ والشام .