قبل الميلاد بمئتينِ وخمسينَ عاماً لم يكُن يعلمُ هنبيعل بن هميلقار كاسرُ هيبةِ روما أنّه سيأتي يومٌ يتهزّأُ فيه اسمُه لغايةٍ في نفسِ يعقوب هنيبعل على أبوابِنا تلك المقولةُ الشهيرةُ تحقّقت بعدَ ألفي عامٍ وأكثر ودخلَ أبوابَنا منَ النافذةِ السوريةِ مَخفوراً إلى الخطفِ على خلفية إخفاء وبإسرعِ مِن لمحِ الخطفِ انتهتِ القضيةُ على أيدي فَرعِ المعلومات بعد استدعاءِ وسطاءِ المِنطقةِ للعملِ على تحريرِ هينبعل معمّر القذافي الذي لو طلبوا منه فديةً أو مَطلباً سياسياً لما وجدوا حكومةً ليبيةً موحّدةً تُنفّذُ الشروط إنضمَّ هنيبعل إلى مِلفٍّ قضائيٍّ يُعنى بالتحقيقِ في قضيةِ تغييبِ الإمامِ موسى الصدرِ ورفيقيه واستُدعيَ الرجلُ المبرَّحُ ضَرباً الى الاستماع في جلسةِ الاثنين لتنتهيَ القضيةُ هنا ويَجريَ تسويةُ ذيولِها من استدراجِ المخطوفِ إلى المجموعةِ المنفّذةِ وما إذا كانت ترتبطُ كما تردّدَ بالنائبِ السابقِ حسَن يعقوب نجلِ الشيخ المغيّب رفيقِ الإمام إنتهتِ الأزْمةُ مِن دونِ دولةٍ تسألُ عنِ ابنِها المخطوفِ أو دولةٍ تسألُ عن أبنائِنا الخاطفين والنهايةُ كما في كلِّ النهاياتِ الأمنيةُ منها والسياسيةُ حيث يُطوى مِلفُّ التسويةِ الرئاسيةِ إلى أجلٍ غيرِ مُسمّى و”نشوفكن بالاعياد” لكنّ ختامَ الروايةِ لم يكُن سعيداً على الحلفاءِ وقد تَرَكَ ندوبَه في الجسمِ الأزرقِ ولم يَرحمِ الجسمَ الأصفر ولأنّ قائدَ القواتِ اللبنانيةِ لا ينامُ على ضيمٍ فقد دخلَ ملعبَ الحريريّ الانتخابي واستحدثَ تنسيقيةَ عكار فَرعْ معراب مُستدعياً إلى مقرِّه مجموعةً عكاريةً لتسليمِها بِطاقاتِ انتسابٍ إلى القوات فأسِف جعجع لكونِ هذهِ المِنطقةِ مُعذّبةً ومتروكةً ومُهملةً منذ زمن وقال إنّها المِنطقةُ المُختلِطةُ الأولى التي يكونُ فيها لنا رِفاقٌ مُسلمونَ يتسلّمونَ بِطاقاتِ الانتساب رسالةٌ سدّدها جعجع إلى حليفِه سعد الحريري الذي ترَكَ رعيتَه معذَّبةً واضْطُرَّ زعيمُ القواتِ إلى أن يكونَ وليَّ أمرِها وراعيَ شؤونِها فأخذَها بالانتساب لكنّه أكّد لها وللحريري أنّه باقٍ في الرابعَ عَشَرَ مِن آذار خدمة جليلة من رجلٍ وَرِعٍ يتفقّدُ الرعايا ولو أنهم ليسوا مِن قواتِه أما الرئيس الحريري فإنّ وفاءَه للحكيمِ لا حدودَ له فهو تمسّكَ بترشيحِه اثنيتنِ وثلاثينَ جلسةً ولم يجدْ في كلِّ هذه المدةِ بديلاً منه ولما وجدَه فقد كانَ مِن صفوفِ الثامنِ مِن آذار وفي لحظةِ ترشيحٍ أصبحت قُوى الرابعَ عَشَرَ مِن آذار أربعَ عشْرةَ قِطعة وعلى زمنِ القمسةِ فإنّ الشهداء وحدَهم يَجمعونَ أشلاءَ الوطنِ السياسيِّ والشعبيّ دماءُ جبران تويني وفرانسوا الحاج حَضرت كالصلاة عشرٌ على سبعِ سنوات على ذكرى اغتيالِ حِبرٍ وعسكر ضرب صِحافةً وجيشاً كلمةً وموقفاً وقد أحيا لبنانُ اليوم ذكرى الشَّهيدَينِ جبران وفرنسوا بقُداسينِ واحتفالَينِ يكبُرُ بهما الوطن .