خرجتِ التسويةُ الرئاسيةُ من جدولِ أعمالِ السنة وسَلَّمت مِلفَّها إلى عامِ ألفينِ وستةَ عَشَرَ مفتقداً إلى الزَّخْمِ السياسيِّ وانعدامِه على جبهةِ الثامنِ مِن آذار فالتسويةُ المنسيةُ لا تمتلكُ إلا اندفاعةَ الرئيسِ الحريري لها وغَلَيانَه على نارِها متمسّكاً بحظوظِها علماً أنّه أبقى سمير جعجع على ذمتِه وفي الملاعبِ الاحتياطية ولم يتّخذْ خُطوةَ سحبِ ترشّحِه من التداولِ بعد وبتأجيلِ النقاشِ الرئاسيِّ إلى العامِ المقبل فإنّ السياسةَ تَركت يومَها للقضاء حيث أُحضرَ هنيبعل معمّر القذافي إلى قصرِ العدل وكان له يومٌ طويلٌ مِنَ الاستجوابِ انتهى بتوقيفِه وهو كانَ مُمتناً لهذا التوقيفِ ومرتاباً في تسليمِه إلى ليبيا حتّى لا يدخُلَ في تجرِبةِ شقيقِه الساعدي القذافي الذي سلّمتْه النيجر الى سلطاتِ بلادِه فذاقَ الأمرَيِن وتعرّضَ للتعذيبِ والاغتصابِ بحَسَبِ ما جاءَ في أقوالِ هنيبعل وللمرةِ الأولى منذ تسلّمِ القضاءِ اللبنانيّ مِلفَّ الصدر يخرجُ القاضي زاهر حمادة بمعلوماتٍ زاهرةٍ في قضيةٍ ظُنّ أنّها اختَفت كإخفاءِ سيدِ العِمامات فابنُ القذافي الأصغرُ كان أكبرَهم في الإدلاءِ بمعطياتٍ قد تُفيدُ المِلفّ لاسيما حولَ اعترافِه بأنّ الإمامَ موسى الصدر نُقلَ إلى مكانٍ ما في طرابلس الغرب وأنه خُطفَ داخلَ الأراضي الليبية ولم يغادرْها على الاطلاقِ إلى روما مؤكّداً المعلوماتِ التي كانت تقول إنّ شخصاً ما أرتدى ثيابَه وسافر الى روما هنيبعل كشف عن أدوارٍ لكلٍّ مِن شقيقِه سيف الإسلامِ وشقيقِه الآخرِ المُعتصم بالله وللرجلِ الثاني في ليبيا عبد السلام جلود الذي ألقيَ عليه بالمسوؤليةِ المدنيةِ لاختفاءِ الصدر تمكّن القاضي حمادة من انتزاعِ الكثير لكنّه توقّفَ عند أوراقٍ أبقاها هنيبعل عالقة ولا أجوبةَ واضحة عليها لاسيما فيما يتعلّقُ بالمكانِ الذي احتُجزَ فيه الصدرُ داخلَ طرابلس إذ إنَّ الشاهدَ راوغَ في الإجابةِ فتارةً قال إنّ ّالصدر تمّت تصفيتُه وتارةً آخرى كان يشكّكُ في روايتِه وهنا قَطع له حمادة مذكِّرةَ توقيفٍ وبدأ استجوابَه كمدعٍ عليه بجُرمِ كَتمِ معلومات.