هو تحالفٌ في أربعٍ وثلاثين دولةً يُحدِثُ اختلافاً في الدولةِ الواحدة .. فلبنانُ حاضرٌ فيه كولايةٍ سياسية أما رسمياً فالأمرُ تَركَ تبايناتٍ في المواقف الخارجيةُ أصدرت بياناً فيه من اللاءاتِ ما يكفي للاعتراضِ على تجاهلِ لبنانَ والدبلوماسيةِ اللبنانية .. فباسيل لم يكُن على علم .. لم تَرِدْ إلى الخارجيةِ أيُّ مراسَلة .. لم تَجرِ مشاورتُها لا خارجياً ولا داخليًا وما حصلَ يَمَسُّ موقِعَ هذا البلدِ ومساعيَهُ لمحاربةِ الإرهاب التكفيري بكلِّ منظماتِه وأشكالِه عسكرياً وفكريًا لكنّ اللا النافيةَ للتواصلِ نفتْها رئاسةُ مجلسِ الوزراء بإعلانِها أنّ رئيسَ الحكومةِ تلقّى اتصالاً منَ القيادةِ السُّعوديةِ لاستمزاجِ رأيِه في شأنِ انضمامِ لبنانَ إلى تحالفٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ واسعٍ لمحاربةِ الإرهاب وقد أبدى الرئيس سلام ترحيبَه بهذهِ المبادرةِ انطلاقاً مِن كونِ لبنانَ على خَطِّ المواجهةِ الأماميِّ معَ الإرهاب سلام الذي رحّب وبارك التحالفَ ربَطَه لبنانياً بأطرٍ دستوريةٍ وقانونيةٍ مِن شأنِها أن تدرُسَ الخطُواتِ التنفيذيةَ وتتعامَلَ معها . وإلى قلبِ الحكومة فإنّ وزيرَ الكتائب سجعان قزي تخطّى الترحيبَ ليقفَ عند هُويةِ لبنانَ المتعدّدِ الطوائفِ وغيرِ المصنَّفِ دولةً إسلاميةً عدا أنّ قراراً كهذا يستلزمُ في غيابِ رئيسِ الجُمهوريةِ موافقةَ الحكومةِ مجتمعةً وهذا متعذّرٌ علينا لكونِنا ” معطّلين” وأبعد منَ التنافرِ اللبنانيِّ الداخليّ فإنّ التحالفَ الإسلاميَّ العسكريَّ لمكافحةِ الإرهابِ أصدر له وزيرُ الدفاعِ الأميركي أشتون كارتر بِطاقةَ مَنشأٍ وإضبارةً رسميةً إذ قالَ إنّ هذا التحالفَ أُنشىءَ ليتماشى معَ دعوةِ أميركا إلى الدولِ السُّنيةِ بإظهارِ فعاليةٍ أكبرَ في محاربةِ تنظيمِ داعش وأضاف إنّ الولاياتِ المتحدةَ تَنتظرُ مِن السُّعوديةِ تقديمَ معلوماتٍ إضافيةٍ حولَ تأسيسِ هذا التحالفِ وطريقةِ عملِه هو إذن مَطلَبٌ أميركيٌّ نَفّذتْه أربعٌ وثلاثونَ دولةً إسلامية .. “فكلُّكم راع وكلُّ راعٍ مسؤولٌ عن رعيتِه” . ومن دونِ انضمامٍ إلى التحالف فإنّ حزبَ الله كان الدولةَ الخامسةَ والثلاثين التي تضرِبُ الِارهابَ من رأسِ قُضاتِه الشرعيين فمنذ ثمانٍ وأربعينَ ساعةً والعملياتُ متواصلةٌ في جرود رأس بعلبك حيث يعملُ الجيشُ اللبنانيُّ وحزبُ الله على استهدافٍ دقيقٍ للإرهابِ أوقع قياداتٍ كبيرةً بينها المسؤولُ الميدانيُّ لداعش في الجرد أبو جاسم فليطة وقاضيَ الشرع عندها أبو عبدالله عامر إنجازاتٌ لن تقوى عليها تحالفاتٌ كبيرة .. لا بل كلّما ضَمّت دولًا إليها نمّت داعش واقتَربت من الكِيانِ والدولة.