إلى العامِ المقبل تُرحّلُ الرئاسة وتزينُ رأسَها بترحيلِ النُفايات فالتسويةُ تجمّدت في العروقِ السياسية وتفرّغ المسؤولونَ لتدويرِ مواقعِهم في المِلفِّ الأوسخِ هذه السنةَ والذي رافقَ اللبنانيينَ صيفاً وخريفاً ويختتمُ رحلتَه في موسِمِ شتاء محمِّلاً نُفاياتِنا على ظهرِ فضيحة وفي وطن “كل مين زبالتو إلو” هناك أيضاً قراراتٌ سياسيةُ يذهبُ فرزُها تَبَعاً للتقويمِ الإقليميِّ والدَّوليّ ومنها إشراكُ لبنانَ من دونِ أن يعلمَ بالحلفِ الإسلاميِّ لمحاربةِ الإرهاب فبعدَ اعتراضِ وزراءِ الكتائبِ سطّرَ حِزبُ اللهِ موقفَه مِن الحلفِ فرأى فيه معطياتٍ مشتبهاً فيها ورأى أنّ رئيسَ الحكومة أياً يكن لا يمكنُه الموافقةُ على الدخولِ في حلفٍ عسكريٍّ تحومُ حولَه التساؤلات ووضع الحزبُ رأيَ سلام في الإطارِ الشخصيِّ الذي لا يُلزمُ أحداً لكنّ لبنانَ يتواسى في هذهِ الحالةِ معَ إندونيسيا وماليزيا وبنغلادش وباكستان وهي دولٌ أعربَت عن دهشتِها لعدَمِ تبلّغِها قرارَ انضمامِها إلى الحِلفِ ضِدَّ الإرهاب ومعَ بقاءِ المِلفِّ الأمنيِّ عربياً معلقاً إلى جلسةِ مجلسِ الوزراء.. فإنّ الحدثَ المحليَّ ما زالَ مأسوراً بتَبعاتِ خَطفِ هنيبعل القذافي واتهامِ محاميتِه بشرى الخليل وزيرَ العدل أشرف ريفي بالمسؤوليةِ عن الخطف لكنّ المستجِدَ هذا المساءَ هو توقيف النائبِ السابق حسَن يعقوب بعد أن تم إستجوابه في فَرعِ المعلوماتِ لأكثر من ست ساعات على خلفية الاختطاف واستجواباً خضَعَ الوزيرُ السابقُ ميشال سماحة لأسئلةِ رئيسِ محكمةِ التمييزِ العسكريةِ القاضي طاني لطوف اليوم فكانت قاعةُ العسكريةِ مَسرحاً غيرَ مرئيٍّ لشريطِ المعلوماتِ الشهيرِ المتضمّنِ حواراً بين سماحة والشاهد ميلاد كفوري حيث كانت أجوبةُ سماحة تُعيدُ تَكرارَ ما جاءَ في الفيديو المسرّبِ مِن فَرعِ المعلومات ولم يكُن يَنقُصُ القاعةَ العسكريةَ إلا “شوية صبير” الفاكهةُ التي رافقَت حوارَ سماحة كفوري المسجّل وبلغةِ الترحيل أرجأتِ الجلسةُ استكمالَ الاستجوابِ الى العامِ المقبل على أنّ قِمةَ فضائحِ الترحيلِ جاءت على جبلِ قُمامة لفّه السياسيونَ تحتَ إبطِهم وتَستّروا وراءَ شرِكاتٍ أجنبية يقولُ الوزيرُ المفروضُ على البيئةِ أكرم شهيّب إنّهم توصّلوا إلى حلٍّ ممتاز وهو فعلاً كذلك لكنّ الامتيازَ هنا حَصريٌّ للسياسيينَ مِن دونِ عامةِ الشعب واحدةٌ بريطانية مقرّبةٌ مِن وليد جنبلاط.. ثانيةٌ هولنديةُ على صلةٍ بسعد الحريري ثالثةٌ محليةٌ نَعرِفُها مِن أخضرِها إذ إنّ ولايةَ سوكلين لا تزالُ ساريةَ المفعولِ كَنْساً وجمعاً لكنّ بينَ كلِّ هذه الشرِكاتِ والحِصصِ أينَ دورُ وزيرِ المالِ علي حسن خليل ولماذا سيُصرفُ للترحيل من دونِ أن يُصرفَ للبلدياتِ كي تقومَ بدورِها في أزْمةٍ كانت كفيلةً بإنهائِها لو أُعيدت لها أموالُها هو حلٌّ قال عنه شهيب في السابقِ إنه أبغضُ الحلال لكنّه في نهايتِه حلٌّ لأكلِ الأموالِ الحرام.