كان عميداً للأسرى واليوم تمّت ترقيتُه الى رتبةِ جنرال في الشهادة ثلاثونَ عاماً في الاعتقال غَيَّر سجّانَه ولم يتغَيرْ ومنَ الأسرِ عادَ ليحمِلَ البندقيةَ قاصداً أقربَ أرضٍ مُطلّة على فِلسطين المحتلة معلناً أنه إليها سيَرجِعُ يوماً سمير قِنطارٌ منَ المقاومة أباً عن حزب الرجلُ الذي أَتعبَ أَسرَهُ ولم يتعبْ المحكومُ بثلاثةِ مؤبّداتٍ ونِصفِ قَرن هو مِن بني قومٍ ما تَركوا أسراهم لأجلِه ورفاقَه قامتْ حربُ تموز فتَحرّروا في صفقةِ عزّ ومنَ الحرية الى إعتناقِ السلاح ومعاقرةِ أبطالِهِ حدَّ إدمانِ خَطّهِم وتوقُّعِ مصائرِهم سمير القنطار دخلَ أرضَ فِلسطين قاصراً صَنعَ رجولتَه بين سجونِ بئر السبع ونفحة وعسقلان ليتخرجَ بعد ثلاثينَ عاماً عميداً للحرية من دونِ أنْ يعيشَ مُتلازمةَ شُكرِ عدوّهِ لا بل أعلنهُ عدواً منذ لحظةِ صعودِه إلى مِنصةِ الاحتفالِ بالتحرير إلى جانبِ السيد حسن نصرالله هو مَشى إلى يومه وإستدركَهُ منذُ نعومةِ مقاومتِه حيت كانت عبارةُ الشهيد تلازمُ مقاعدَهُ الدراسية وصُورَه قبلَ عمليةِ نهاريا متوقعاً نهاياتِ الأبطال في أحاديثِه الصحافية بعد تحريرِه كَتبَ قَصتَه العاتية على الآتي وهو يدركُ أنّ إسرائيل سوفَ تُضيفُ إليها فصلَها الأخير وأنها ستحاولُ مرةً وإثنتين وأكثر، قبلَ أن تتمكّنَ من اغتيالِه بيدَ أنّ عدوَّهُ هذا أكثرُ جُبناً من أنْ يتبنّى على الفور وكما إختبأَ من جريمةِ اغتيال عماد مغنية لسنواتٍ قبل أنْ يعترِفَ مُكرَهاً بوشايةٍ من الـCIA سيظلُ اليومَ يُخفي مسؤوليتَه التي تارةً تَظهرُ تحتَ عُنوان إغلاقِ الحساب مع سمير القنطار وطَوراً بمعلوماتٍ مُشتّتة للإعلامِ الإسرائيليّ عن طائراتٍ إسرائيلية نفذّتِ العملية أو عن قاعدةِ صواريخ إنطلقت من داخلِ الأرضِ المحتلة بإتجاهِ جرمانا السورية وسواءٌ أكانت طائراتٍ أو مِنصةَ صواريخ أو غضَ نظرٍ روسيّ لخرِقِ الحظرِ المفروضِ على سوريا أو مجموعاتٍ إرهابيةً أو عملاءَ محليين فإن سمير القنطار شهيداً مُكتملَ المواصفات وعلى أيدي إسرائيل عدوِّهِ الأوحد والتي أَسّس لها على الأرضِ السورية جبهةَ قلقٍ تتطلعُ إلى القنيطرة والجولان المحتل فهذه إسرائيل وهؤلاء أهدافُها والذين وَضعتْهم أميركا على لائحةِ الإرهاب أما تبِعاتُ الاغتيال فقد بدأتْ من جنوب لبنان بصواريخَ إلى الأرض المحتلة لا تحمِلُ توقيعَ حزبِ الله فاجتمعتِ الحكومةُ الإسرائيليةُ المصغّرة وفُتحت الملاجئُ في المستوطنات وحَلقتْ طائراتُ الاستطلاع في أجواءِ الجنوب وأُطلقت قذائفُ في إتجاهِ المناطق الجنوبية.. لكنَّ جبهاتِ الحرب بقيتْ تحتَ السيطرة لأن إسرائيل تنتظرُ ردَّ نصرالله والذي سيعلِنُه مساءَ غدٍ وهو الذي قال يوماً لسمير القنطار: لقد خُضنا الحربَ لأجلِ حريتِكَ.