عمادٌ على جهادٍ على قِنطار.. ثلاثيةُ أبطالٍ تشاركتِ الصلاةَ قبلَ أن يُوارى سميرٌ في الثّرى.. ويدخلَ رَوضةً على بعدِ أمتارٍ مِن رفاقِ الثريا في موكِبِ تشييعِه عُثرَ على فيضٍ مِن حُبّ.. وكواكبِ ناسٍ تَقيهِ شرَّ الناس قطارُ عقيدتِهم يَلُفُّ القِنطار ويُبعدُ عنه سهاماً جارحةً طَعنت في سنواتِ اعتقالِه.. وفي شهادتِه وسرِّ حريتِه وبقائِه على قيدِ المقاومة.. واختيارِه أرضَ فِلَسطينَ مرجِعيةً للعودة لكنّ شعبَه أرخى عليهِ اليومَ مناديلَ الثقةِ وقلّدَه وسامَ ثالثِ الشهداء.. وتركَه حراً نحوَ تربةِ الأحباء.. رسولاً إليهم بنضالِه الطويلِ حتى الينابيع . مَن بكاه في لبنانِه في كِفة.. ودمعةُ أمِّ جَبر وشاح في كِفةٍ تَمتدُّ مِن القطاعِ إلى الضَّفة تلك الأمُ التي لم تلِد سميرَها.. لكنّها ألقَت عليهِ وشاحَ الُأمومةِ المقيّدةِ بأصفادِ الاحتلال جِنازتُه قَطَعتِ الدمعَ بالوعد.. وسمير القنطار كان كمَن يُسيّرُ موكِبَ التشييعِ إلى طريقِه التي رسمَها وأدركَ مفارقَها وكتَبَ سطورَها.. ليبقى أن الأمينَ العامَّ لتلكَ الدروبِ سوف يوقّعُ بعدَ قليلٍ على مرحلةِ ما بعدَ الاغتيال.. ويُعلنَ موقِفَ حزبِ اللهِ مِن عمليةِ إغلاقِ الحساب.. مِن دونِ أن يتّضحَ ما إذا كان السيد حسن نصرالله سوفَ يَفتتحُ لإسرائيلَ حِساباً جديداً يعرفُ العدوُّ مخزونَ صواريخِه في بنوكِ الحزب . وقبل شرفِ الردّ.. انتشرَتِ الأوساخُ السياسيةُ على طاولتَي مجلسِ الوزراءِ والحوارِ معاً.. وعامت النُفاياتُ على المقاعد.. واعدةً اللبنانيينَ بأمراضٍ خبيثةٍ بعدَ عشْرِ سنوات.. وهو ما أعلنَه طبيبُ الطاولةِ نبيه بري على أنّ نُبوءةَ رئيسِ المجلسِ لم تتطلب سنواتٍ عَشراً بل أخذت بضعَ ساعات.. لتنتشرَ أمراضاً وجراثيمَ داخلَ جلسةِ مجلسِ الوزراء.. ما تسبّبَ باندلاعِ صوتِ الرئيس تمام سلام.. الذي قد لا يتحلى بصبره هذه المرة فيكشف للبنانيين عن نفاياتهم السياسية.. ومن تسبب بأزمة الأشهر الستة.. من عطّل ومن نهب ومن رحَل.. ومن وضَب شركاته للترحيل فبعدَ غيابٍ عن اجتماعاتِ الحكومةِ استمرَّ ثلاثةَ أشهر.. انقعدت جلسةُ مجلسِ الوزراءِ اليوم بخلافاتٍ فاقت سابقاتِها.. وبتساؤلاتٍ سيطرحُها وزراءُ التيارِ عن المالِ العامِّ وتَكلِفةِ الترحيل ومصادرِ الدفعِ ومصالحِ التنفيع لتقفَ جلسةُ نهايةِ العامِ على بابين: فإما الموافقةُ على الترحيل وإما التهديدُ بالرحيل.