Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 24/12/2015

يرحلُ دعاةُ التغييرِ ويَبقى النظام .. غريغوار حداد أو العِمامةُ النظيفةُ كما يصفُه جهاد الزين ..يُطفىءُ قلبَه ويَمضي مسبوقاً بموتِ دولةٍ مدنيةٍ قبلَ أن تتعزّز  .. برحيلِ عَلْمانيةٍ لا يتّسعُ لها وطنُ الثمانِي عشْرةَ طائفة .. بزُعمائِهم ومُلكيتِهم للدولة . غريغوار النّبيُّ المنسيّ .. أولُ مَن وقَفَ في الشارع ضِدَّ الحربِ اللبنانية .. وآخرُ مَن تحدّى منتحلي صفةِ الدينِ والدولة   يرحلُ بصمتٍ بعدَ صَخَب تمرّدٍ أرداهُ مِطراناً بالثوبِ الأحمر .. هؤلاءِ الرجالُ يتبدّدون .. ليستمرَّ نظامٌ معتلٌّ متجذّرٌ بالطائفية .. وكلما اقتربَ منه قانونٌ انتخابيّ تغييريّ .. تغيّرت وجوهُ صانعيه وتعطّلت لغةُ المؤسسات وليس للتعطيلِ سِوى التذرّعِ  بالتضرّعِ  لله في الأعيادِ بأن يَمُنَّ على اللبنانينَ بما يَسُدُّ فراغَهم ..وهذا ما جاءَ في صلواتِ بكركي اليومَ التي زارها رئيسُ الحكومةِ تمام سلام   ومنها دعا البطريركُ الراعي إلى الاستفادة من المبادرةِ الرئاسية  لكنّ المبادرة خُفِضت في الائتمانِ السياسيِّ للمستقبلِ إلى مرتبةٍ دنيا إذ  قال وزيرُ الداخليةِ نهاد المشنوق  إنّ تَرشيحَ النائبِ سليمان فرنجية ليسَ مبادرةً بقدْرِ ما هو حَركةُ تواصلٍ معَ الأطرافِ السياسيةِ اللبنانيةِ كلِّها لمَلءِ الشغورِ الرئاسيّ، وهي لا تزالُ موجودةً وحيةً ومستمرة” وعملياً فإن حركةَ التواصلِ تُجمّدُها عُطلةُ الأعياد  وتتخلّلُ العطلةَ اختراقاتٌ سياسيةٌ بعضُها مِن الأبوابِ الفنية كغناءِ سمير جعجع ويلا الي يتحدى ويلا  في الفورم دي بيروت وفي عالمٍ بلا مخدِّرات  ..وتسريباتِ القواتِ بالتالي عن جِديةِ طرحِهم ترشيحَ ميشال عون إذا ما استمرَّ المستقبلُ في خِيارِ فرنجية رئيساً. قد لا يَعني اللبنانينَ كلُّ هذه الخِياراتِ المتبدلة .. بقدْرِ ما يَعنيهم أنّهم في ليلةٍ ميلاديةٍ يَنقطعُ التيارُ الكهرَبائيُّ عن مناطقَ عدةٍ بسببِ انفصالِ مجموعاتٍ حرارية .. فكلَّ ميلادٍ وأنتُم ” منورين ” .