IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 20/11/2014

newtv

في لبنان الجنون فنون، لكن أن تُسجّل أول حالة جنون بقر في بلاد تعيش هاجس لقمتها ونقطة مائها الفاسدة، فذلك جنونٌ فوق جنون.

ربما جُن البقر من حال مسالخنا التي أُقفل منها 4 حتى الليلة. لن نخيفكم لكن ترقبونا في متن نشرتنا.

وفي متن نشرتنا ايضاً رفرف بعليائك أيها العلم، فعشية الاستقلال الـ 56 اكتشفنا أن علمنا غير مطابق للمواصفات من حيث المقاييس، فلا حرج لك أيها العلم في وطن يحكم الفراغ سدّته الأولى ونواب أمتك آثروا التمديد بمجلس عاطل حتى عن إقرار قانون سلامتنا، ومجلس وزرائه يبكي على أطلال انجازات لن تنجز.

وبعد، هروب الى الوراء، الى عام 2000 الممهور بقانون غازي كنعان الانتخابي، استكمل الشاهد الحي بين الشهداء إفادته اليوم في معرض إطلاق الحكم المبرم على النظام السوري باغتيال رفيق الحريري. وإنعاشاً للذاكرة، فذاك القانون فُصّل على مقاس رفيق الحريري، وكان عرّابه الجهاز الامني السوري اللبناني المشترك، ومطابخ القانون جميله سيد الساحة آنذاك حيٌ يُرزق. كلنا يعرف فروض الطاعة التي كان يقدّمها الحريري للنظام السوري، واذا كان من بُد للوقوف في وجه وصايته آنذاك، كان الحريّ بأن يحتمي الشهيد بطائفة سنية كريمة انتدبته زعيماً، وأن يسير على خطى وليد جنبلاط الذي رفض التمديد ونفّذ ولا يزال بك المختارة وزعيم الدروس. فعن أي ضغوط مورست على الحريري تحدث مروان حمادة؟ السوريون وقتذاك قالوا كلمتهم وجنبلاط قال كلمته، والحريري سمعاً وطاعة وانتهى المشوار الى قصر الشعب بالتمديد للرئيس اميل لحود رئيساً لقصر بعبدا.

والتمديد بالشغور يُذكر، وملأً لكرسي الرئاسة مبادرةٌ أطلقها جنرال الرابية أشبه ببرقية لبيك المختارة، مشروطة بسحب المرشح هنري حلو وإن بشكل غير مباشر، واقتصار المعركة بينه وبين حكيم معراب. المبادرة تصلح نواة حل، فهل يجري تبنيها، والوليد سيد التقاط الاشارات والتجارب علّمتنا في المصالحة أن لا غالب ولا مغلوب، والمصالحة اللبنانية على قاعدة هذه المبادرة ستكون بطعمٍ ولونٍ ورائحةٍ وطنية، فانطلقوا فيها على صفارة الداخل ولا تنتظروا اشارة الخارج.

اشارات مخصّبة بالتفاؤل ترددت ذبذباتها بقول كيري وفابيوس ان بلديهما يريدان اتفاقاً مع ايرن، وهو اتفاق بات قاب نصف خطوة من المنال على رغم التوتر الذي يسود المفاوضات.

وعلى خطها المتوازي دعوةٌ الى مصالحة عربية ليست خارجية وحسب أطلقها الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، ولاحت بوادرها بقرب كمصالحة قطرية مصرية شعاعها سيمتد الى سوريا المأزومة منذ 4 سنوات.

هل باتت ظروفنا اصعب من الظروف السورية؟ صرخة الملك السعودي بأن الارهاب وحّد العرب صرخةٌ نابعة من الوجدان والضمير، وهي صرخةٌ استدركت هذا الخطر العابر لكل الحدود.

وسط هذه الملفات المتشابكة، فسحة أمل برزت اليوم في ملف العسكريين المخطوفين وفيها ان السوريين أبدوا استعدادهم الكامل للمساعدة في هذا الملف، والمشكلة حالياً تكمن في أن الدولة اللبنانية لم تتسلم بعد من الخاطفين لائحةً بالأسماء التي يطالبون فيها، والدولة اللبنانية في انتظار أن تتتسلم لائحةً من الموفد القطري.