هدأت جَنوباً ..وهدوءُ ما بعدَ العاصفة ضمِنَه أندريا تينينتي في مقابلةٍ معَ الجديد.. لكنّ الترقّبَ سيظلُّ سيدَ الموقفِ والحِسابَ مفتوح..خبَتِ النيرانُ عندَ الحدود..واستَعَرت داخلَها على المنابر..ارتفعت حدةُ الخِطاباتِ كلٌّ مِن محورِه.. وكلُّ واحدٍ اتّخذَ صِفةَ محامٍ للدفاعِ عن وليِّ أمرِه الخارجيّ..فاشتدت وتيرةُ السجالِ بينَ حِزبِ الله والمستقبل وأُطلقت الاتهاماتُ والاتهاماتُ المضادةُ بعدما زكّاها ريفي برتبةِ وزيرٍ عندما اتّهم حِزبَ الله باغتيالِ رفيق الحريري .. ما استَدعى رداً مِن مستوى رعد موجّهاً إلى مَن سمّاه وكيلَ عائلةٍ خليجية بأن مَن يعيشُ الإفلاسَ في ملاذِه يَجبُ ألا يَجدَ مكاناً له في لبنان..فما كانَ مِن فتفت إلا البكاءُ مُترحِّماً على زمنِ غازي كَنعان ورستم غزالي متهماً حزبَ الله بإبطاءِ التسويةِ الرئاسية.. وهي تسويةٌ قُطِعَ رأسُها بنصلِ الأزْمةِ السُّعوديةِ الإيرانية وتَجري مداواتُها بيدِ استيفان دي ميستورا الذي أعلنَ من الرياض أنّها لن تؤثّرَ في حلِّ الأزْمةِ السورية.. أزْمةُ الجُمهوريةِ والمملكة لن تصلَ إلى حدِّ الانفجار بل هي وقَفت تحتَ سقفِ الصَّفَعاتِ المتبادلة..بضغطٍ دَوليٍّ أُمميٍّ وبنزعِ فتيلٍ أميركيّ..وسفيرُ المملكة لدى الأمم المتحدة مهّد الطريقَ لعودةِ العَلاقاتِ عندما توقِفُ طهرانُ تدخّلَها في شؤونِ الدولِ الأخرى وهو شرطٌ يجوزُ فيهِ الوجهان..أما الذي لا لُبسَ فيه فهو فضيحةُ نِفاياتِنا تصديراً بعد عجزِ حكومتِنا عن حلِّها محلياً..وزيرُ النُفايات بالوَكالة أكرم شهيب وفي عَتَمةِ ليلٍ تأثّرَ بإيبسوس الشرِكةِ العالميةِ المدارةِ بينَ أوانٍ مَطبخية فلزّمَ شركةً هولنديةً مقرُّها مطبخٌ في ضاحيةٍ ما مِن مزارعِ الأرضِ الخَضراء..وأبقى أسماءَ الشرِكاتِ سريةً كمَن يتستّرُ على مراكزِ تخصيبٍ نوويّة..احتال على المناقصاتِ بذريعةِ الوقت..وأبقى على النُفاياتِ الخَطِرةِ لردمِها في تربتِنا وفي جوفِ مياهِنا الجَوفية..وبدلاً من أن يكحّلَها بناصر حكيم عمَاها والبقيةُ في متنِ نشرتِنا..أما الكابتاغون فضيحةُ الفضائح فتبيّنَ لمُشرّعينا أنّها مشروعةٌ ولمكافِحيها أنها مادةٌ مخدِّرةٌ بامتياز..وإذا كان الكابتاغون دواءً فالحشيشةُ ورقُ عِنَب والكوكايين رزّ بحليب..