بأقلِّ الأضرارِ المُمكنةِ يَجري تفعيلُ عمَلِ المؤسسات فيعودُ مجلسُ الوزراءِ بجدولٍ حافلٍ الخميس وترتفعُ الأصواتُ تأييدًا لحوار ” مصبّح .. مسّي” الاثنين قبلَ الظهرِ معَ الأقطابِ السياسية .. وليلاً معَ حِزبِ اللهِ والمستقبل “ويا عين التينة ما دخلك شر” .العونيونَ يَدرُسونَ لكنّهم يتّجهونَ إلى المشاركةِ بالتفعيل وإن بخفضِ مستوى التمثيل لا بسحبِ السفراءِ تيمناً بالمرحلةِ الإقليمية .. ويذهبُ التيارُ إلى أبعدَ مِن ذلك فيشاركُ في احتواءِ الأزْمةِ السُّعوديةِ الإيرانيةِ في مجلسِ الجامعةِ العربيةِ بالقاهرة الذي يمثّلُ لبنانَ فيه وزيرُ الخارجيةِ جبران باسيل مَسبوقاً بمَوقِفٍ في منتصَفِ الطريقِ بينَ طهرانَ والرياض وعلى مُستوىً بُرتقاليّ أرفعَ فإنّ بقاءَ المستقبلِ على مبادرتِه غيرِ المعلنةِ بترشيحِ سليمان فرنجية يجعلُ من زيارةِ ميشال عون لمعراب قائمة .. ومن تبنّي جعجع ترشيحَ الجنرال فِكرةً جاهزةً للطرحِ النَكَدي إذا ما دَعَتِ الحاجة لكنّ جعجع وقبلَ إعلانِه ترشيحَ لدودِه المَسيحي .. فلْيقدمْ أولاً على إنهاءِ مَهزلةِ ترشيحِه ويأمرْ بوقفِ الجلَساتِ التي تُعقَدُ من أجلِه وقد بلغَت أمسِ أربعاً وثلاثين لكنْ لا المستقبلُ يتبنّى ترشيحَ فرنجية رسمياً .. ولا يُعلنُ تخليَه عن اسمِ سمير جعجع كمرشّحٍ لقُوى الرابعَ عَشَرَ مِن آذار فيما يجولُ وزيرُ الداخلية نهاد المشنوق على المرجِعياتِ معلناً استمرارَ مبادرةِ الحريري وهذا ما أكّده بعد زيارتِه المِطران الياس عودة اليوم .. غيرَ أنّ تصريحاتِ المشنوق في الرئاسةِ لا يوازيها غموضاً إلا آراؤُه حِيالَ إجراءِ الانتخاباتِ البلديةِ في أيارَ مايو المقبل .. فهو خرجَ من عين التينة بالأمسِ مُقتنعاً معَ الرئيس نبيه بري بضرورةِ إجرائِها .. لكن مَن يقتنعُ بالبلدية .. فلْيوسّعْ قناعتَه ويجعلْها نيابيةً كعَرضٍ شامل .. ولْفترشِ القوانينَ الانتخابيةَ على طاولةِ البحثِ في جلسةِ مجلسِ النواب ليَجريَ اختيارُ ما يتوافقُ والدستور بيدَ أنّ كلَّ هذه الهمومِ الرئاسيةِ لا تساوي لدى المواطينين اللبنانين أدنى اهتمامٍ قياساً أولاً على خُدعةِ تَرحيلِ النُفاياتِ التي اتّضحَ أنّ دونَها عقَبات وثانياً على إرباكِ تجديدِ جوازاتِ السفر وهي الأزْمةُ التي فُرضت علينا وعلى الأمنِ العامّ بقرارٍ خارجيّ ولأننا شعبٌ يناصرُ القضايا الإنسانية فقد اندلعت حربُ مضايا على أراضينا .. وانتَقلت مِن مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ إلى الشارعِ بوقفاتٍ تضامنيةٍ مِنَ المصنع إلى الاسكوا فمركَزِ الصليبِ الأحمرِ الدَّوليِّ في الحمرا نعم .. هناك مضايا.. وحصارٌ ومجاعة .. وموتٌ على البطيءِ تَضوّراً .. لكنّ مضايا بلدةٌ مِن مئاتٍ مثيلاتِها عاشَت سنواتٍ تحتَ الحِصار .. اليرموك مثالاً على مدَى أكثرَ مِن عام .. كَفَرْيَا والفُوعة .. حِمصُ القديمة .. نُبّل والزّهراء .. وغيرُها مِن المُدُنِ التي لا تزالُ عالقة بين نظام ومسلحين .فكلنا مضايا .. وفوعا ويرموك لكن القوى التي آرادت مناصرة مضايا إستخدمت هذه المرة أدوات غير محترفة .. أو اقرب الى الغباء الذي يقتل أصحابه .. فإستهلت تركيب المشاهد .. وزجت المزور بالحقيقي ..فأضرت بأهل المدينة المحاصرة وشوهت قضيتهم.