دير الصليب الرئاسي عصفورية بعبدا جنون ومجون سياسي لم يعرفه لبنان من قبل، اشتدت الازمة بهدف ان لا تنفرج وان يخيم بيت عنكبوت على كرسي فارغ واذا كان زمن الحرب الاهلية قد شهد خطف نواب لمنعهم من التصويت واقفال طرق وارتفاع معابر فان المشهد يتكرر اليوم لكن بحضارة زمن السلم فالجميع خاطف للسلطة وسارق استحقاقها الرئاسي وكل تحت ذرائع مختلفة.
آخر المواقف ما صدر عن الكتائب اليوم واعلان رئيسها سامي الجميل ان حزبه لن ينتخب مرشحا يحمل مشروع الثامن من آذار سواء صنع اصليا او في تايوان.
أطروحة الكتائب قامت اولا على تزيين مصالحة معراب واعتبارها فرصة مهمة لكن المصالحة شيء والاتفاق السياسي شيء آخر وتلزمه رؤية مشتركة وكأنه يقول للزعيمين المسيحيين الاقوى اني لست مكملا لكما، مسقطا اي اتفاق ثلاثي-مسيحي على الحلبة الرئاسية ومسقطا بالتالي اي تحالف مع فرنجية لانه وحتى تاريخه يحمل مشروع الثامن من اذار الا اذا استلزمت المرحلة اي تطور آخر.
ولان الجميع يتبع سياسة الحشر وينتظر اسقاطا لجلسة الثامن من شباط بضربة تعطيل فقد أعلن الجميل اعتزام الكتائب النزول الى الجلسة اي انه لن يتبنى جرم التعطيل تحت اي ذريعة لكنه يدرك مسبقا ان ليس هناك من جلسة ولا من يجلسون.
الا ان سيد الحشر يبقى لقبا حصريا لسمير جعجع الذي انتقل الى تطبيق الخطة باء عبر الضغط على حزب الله والايقاع بين الحليف وحليفه فهو ما انفك يعلن ان حزب الله هو اليوم امام امتحان وعليه الالتحاق بالجلسة للتصويت لميشال عون طالبا من قيادته ابراز عضلاتها اليوم بعدما دعمت عونها منذ نعومة طموحاته الرئاسية.
تؤشر خطوات جعجع الى انتظار الخراب واللعب على وتر عدم دعم الحزب حتى الان لرجل ظل يشكل رافعة مسيحية لالعاب القوى الشيعية.
ويبدو ان قائد القوات يحتسب صواريخ حزب الله الوفيرة اصواتا انتخابية لكن الحزب الذي يمتلك عشرات الالاف من الصواريخ ليس لديه سوى 13 نائبا والبقية لن تأتي من الرئيس نبيه بري الذي باتت حالته كالحب المكشوف تجاه دعم فرنجية مهما اعتصر بالصمت.
وعلى الازمة تحرك جهاز السفراء اليوم، الاميركي الى معراب الفرنسي الى بنشعي فيما اختار الرئيس سعد الحريري ضرب العماد بجبرانه من البوابة السعودية والتاليب على سياسته الخارجية التي اتبعها باسيل امام وزراء الخارجية العرب.
ولان جبران لا ينام على ضيم فقد جاء رده بسلاح امضى وبقرار يكرر فيه تجربة القاهرة في الرياض عبر تزويده سفير لبنان في منظمة التعاون الاسلامي المنعقدة في السعودية اتباع السياسة نفسها المشابهة لموقفنا في الجامعة العربية وبذلك سدد وزير الخارجية سهاما الى الحريري المطعون في ملياره السعودي السعودي الذي ذهب مع الريح.