Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 23/1/2016

عون اتّصل بالحريري .. الحريري اتّصل بفرنجية .. لكنّ حرارةَ الهواتف لا تصنعُ رؤوساء .. وحدَها حرارةُ الطقسِ المنخفضةُ ستفرِضُ مُناخاً يُنجّمُ له العرّافون بأنه الأسوأُ معَ وصولِ العاصفةِ تالاسا إلى لبنان ويرجّح أنْ تتغلّبَ الرياحُ الشديدةُ على أكلِ الهواءِ الرئاسيّ لأنه بترشيحاتِه الكَيديةِ على استعدادٍ لتشلّعَه الريح .. وحتّى الاتصالاتُ المحيطةُ به تتحوّلُ في جُزءٍ منها إلى مناوراتٍ بالهواتفِ الحية فبعد اتصالِ العماد ميشال عون بالرئيس سعد الحريري سارعَ زعيمُ المستقبل الى وضعِ زعيمِ تيارِ المردة سليمان فرنجية في الاجواء والتبليغُ هذا يُصنّفُ شكلياً وليس في المضمونِ ويَندرجُ تحتَ شعار ” نحن قومٌ ” نبلّغُ مرشحينا كلَّ شاردةٍ وواردة إذ تقولُ مصادرُ المردة إنّ التواصلَ لم ينقطعْ بينَ الطرفَين وإنّ الحريري يُعطي باتصالاتِه اليومَ إشارةً حولَ جِديةِ الترشيح وان كان غيرَ مُعلنٍ بعد على أنّ تاليسا الترشيحِ هي تلكَ التي يَنتظرُ رياحَها سمير جعجع .. علَّها تقتلعُ ورقةَ التفاهمِ بورقةِ النيّاتِ والوصايا العشْر .. وتَفصِلُ رأسَ عون عن جسدِ حِزبِ الله فقائدُ القواتِ لا يرْشَحُ هدايا سياسيةً بالمجانّ ولأكثرِ خصومِه عَداءً في التاريخ .. ولم يُقنعِ اللبنانيين منذ واقعةِ معراب بأنه رجلٌ لا ينامُ الليلَ قبلَ أن يرى ميشال عون رئيساً .. وأن سانتا سمير هو واهبُ الرئاسات .. يُضحّي بترشيحِه في سبيلِ وصولِ منافسيه .. وتصريحاتُ قائدِ القوات تكشِفُ ورقةَ النيّات .. فعندما يقولُ إنّ حِزبَ الله أمامَ امتحانٍ جادٍّ بدعمِ عون وإلا فسوفَ يخسرُ أهمَّ حلفائِه ..يكونُ قد حَرّضَ عون على الحزبِ وأبلغَه أنّ حِزبَك لا يريدُك رئيساً .. أو أنّه لم يَسعَ لوصولِك ولم يُقنعْ حلفاءَه بك ..علماً أنّ جعجع أكثرُ المدركينَ أنّ المُهمةَ تكادُ تكونُ مستحيلة .. وأنّ حِزبَ الله قد لا ينجحُ في خُطوةٍ تَرفُضُها السُّعوديةُ نفسُها .. واللَعِبُ على وتَرِ التأليبِ يَشتغلُ على ضَفتيه إذ لا يتردّدُ جعجع في كَشفِ ما وراءَ الخبر .. وإعلانِ أنّ سلاحَ حزبِ الله واردٌ في كلِّ بندٍ مِن بنودِ الوصايا العشْر .. لَكأنّه يلفِتُ الحِزبَ إلى أنّ الجنرال وافقَ على نزعِك السلاحَ وأبقى موافقتَه طيَّ البنود .. فتنبّهْ وإلا فسوف تخسرُ أبرزَ الحلفاء ترشيحُ حكيم .. وإستراتيجية دفاعية لم تعهدْها الطاولات ..لكنّ الرئاسةَ مَلّت المناورات ..