التَقط الأمينُ العامُّ لحِزبِ الله شارعَه من مرشحَيه وأهدى جمهورَه خِطاباً مثبّتاً على سلكِ الرابية مغازلاً هوى بنشعي وأخذ الثامن من آذارَ إلى تريّثٍ وتهدئةِ رؤوسٍ على قاعدة أنّ الرئيسَ مِن فريقِنا والخلافَ اليومَ هو على الشخص عون بدا مرتاحاً إلى تجديدِ الثقةِ وفرنجية ترجمَ علاماتِ الرضى بشعار “سيد الكل” أما قوى الرابعَ عشَرَ مِن آذار فلم تُعلن مواقفَ صادمة وحتى سمير جعجع لم يتخطَّ ردُّه إطارَ التساؤل الذي يعرف أجوبتَه أكثرَ من غيرِه فهو قال: إذا كان السيد نصرالله يرى أنّ فريقَه قد حقّقَ ربحاً سياسياً في الترشيحاتِ الرئاسية فلماذا لا يَنزِلُ فريقُه إلى جلسةِ الثامنِ من شباطَ ويُترجمُ هذا الربحَ السياسيّ سؤالُ قائدِ القوات كان نصرالله قدّم له تفسيراً عَملانياً بالأمس عندما افترضَ توافقَ مكوِّناتِ فريقِه السياسيِّ على ترشيحِ عون وانسحب فرنجية من السباق فهل ينزِلُ نوابُ المستقبل إلى الجلسة وقد جاءَ الردُّ اليومَ من النائب أحمد فتفت الذي أعلنَ استعدادَ المستقبل للنزولِ غداً إلى مجلسِ النواب وإجراءِ انتخاباتٍ تعدديةٍ ديمقراطية وهذا في تفسيرِه على الأرضِ النيابيةِ لن يعدوَ كونَه استعداداً منقطعَ النظير لضرب عون بفرنجية والحزب بأحلافِه والوصولِ إلى نُقطةِ الفراغِ الأولى لكنْ بفرقِ شَقِّ الصفوفِ والخروجِ بثامنٍ مِن آذار منهكٍ وبحزبٍ بلا غِطاءٍ مسيحي ربما فوارسُ الرابعَ عشَرَ مِن آذارَ المغتربونَ قرأُوا توصيفاً دقيقاً للبيتِ الأزرق إذ جرى اليومَ تبادلُ نصٍّ يقولُ إنّ قوى الرابعَ عشَرَ مِن آذار انتهت بضربةِ نصرالله القاضية و”كش ملك غيرَ أنّ لُعبةَ الشِّطرنج لاتزالُ في بدايتِها على ضفةِ معراب التي التزمت اليومَ مُهماتٍ جديدة وكَشف النائب جورج عدوان للجديد عن سعيٍ قواتيٍّ لعودةِ التواصلِ بينَ المستقبلِ والتيارِ الوطنيِّ الحرّ معلناً أنّ ما قبلَ خِطابِ نصرالله ليسَ كما بعدَه وعلى رُقعةِ شِطرنجِ جنيف السورية رَضَخت معارضةُ الرياض إلى بيتِ الطاعةِ الأُممي وسيصلُ وفدُها إلى عاصمةِ التفاوض وذلك بعدما جَهَدَت إسرائيلُ طويلاً في تعطيلِ مشاركتِها وإقناعِ شخصياتِها ومرجِعياتِهم السياسيةِ بعدمِ جدوى الحلّ ومارست نفوذَها على مجموعةِ الرياض لكنّ مخطّطَها بالتفشيلِ سقط ويصلُ وفدُ المعارضةِ السورية إلى جنيف بعد إرهاقٍ وتقطيعِ أوصالٍ وتجاذبٍ أميركيّ سُعوديٍّ تركيّ من جهة، وإيرانيٍّ روسيٍّ من جهةٍ ثانية لكنّ أميركا حَسَمتِ الأمرَ وأبلغت المعارضين الحضورَ إلى التفاوض أو البقاءَ في فنادقِ الرياض وكان الرئيسُ التركي رجب طيب أردوغان أكثرَ انسجاماً مع نفسِه الإرهابيةِ عندما استبق التعطيل وقال إنّ حضورَ المعارضة المعتدلةِ مفاوضاتِ جنيف خيانةٌ لمَن يقاتلُ في سوريا كشف اردوغان عن باقي هُويتِه السياسية المنتجةِ للإرهاب والوفيةِ لعناصرِه المقاتلةِ في الداخل فأيُّ جنيفٍ سينجحُ قبلَ ضربِ رؤوسِه المُصنعة.