Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 1/2/2016

جنيف تمشي وكيري راعيها  ومعَ كلِّ قرارٍ ممانِعٍ للمعارَضةِ السوريةِ يُخرِجُ الأميركيونَ أوراقَ ضغطِهم لسحبِهم إلى طاولةِ التفاوض ولو بالإكراه آخرُ انصياعٍ نفّذه وفدُ الرياض كان مساءَ اليومِ عَبرَ حضورِه إلى الاجتماعِ معَ ستيفان ديمستورا عِلماً أنّ أيامَ جنيف حتى الساعةِ لم تبدأْ عَملانياً بعد  وما زالت عندَ مرحلةِ الترتيباتِ الشكلية  ويمكنُ استنتاجُ أنّ ديمستورا يسيطرُ على الوضعِ لتاريخِه عَبرَ الاستحصالِ على ضماناتٍ مِن الطرَفينِ  أبرزُها موافقةُ دمشقَ على إدخالِ المساعدات  لكنّ المسألةَ بالنسبةِ إلى وفدِ الرياضِ المعارِض لا هي متعلقةٌ بجوعِ السوريين ولا بوقفِ إطلاقِ النارِ الذي لا يعرفونَ مِن أين تُطلَقُ نارُه ومَن يُصيب  إنما المسألةُ لا تعدو كونَها تفاوضاً عن بُعدٍ يتحكّمُ بجِهازِها أطرافٌ مؤثّرةٌ ودولٌ مقرِّرة  وأعانَ الله وفداً لا يملِكُ القرار  لكنّ مفاوضي المعارضةِ قدَموا أكثرَ ما في وسعِهم  فهم “بالكاد” سُمحَ لهم بالمشاركةِ والانتقالِ مِن فنادقِ الرياض إلى مبنى الأممِ المتحدةِ في جنيف  كابدوا مَشقةَ الوصولِ الصّعب  وخرَجوا مِن ارتهانٍ وتعطيلٍ مارستْه إسرائيلُ على رُعاتِهم  وما إن بَلغوا عاصمةَ التفاوضِ حتى بدأ التهويلُ بانسحابِهم مِن دولٍ تُنظمُّ شؤونَهم وتدبّرُ معيشتَهم ولا بدّ أنّهم كانوا يتوقّفون طويلاً عند تصريحاتٍ محذِّرةٍ منذرةٍ مولولة  تَصدُرُ تارةً من رئيسِ تُركيا الذي اتّهمَهم بخيانةِ المقاتلينَ في سوريا وطَوراً من وزيرِ خارجيتِهم عادل الجبير محذِّراً مِن بقاءِ الأسد  وهم لا ناقةَ لهم “بل” جملُ  وكانَ لهم قبل جنيف أن يَمُرُّوا على قصرِ بسترس لتلقّي دروسٍ في الدبلوماسيةِ المُقارعةِ لكبارِ المُصّنعين  إذ أعلنَ وزيرُ الخارجيةِ اللبنانيّ جبران باسيل أنّ الدبلوماسيةَ لا تكونُ سويعاتية وقال للجديد: مَن لا تُعجبْه مواقفي فليغيّرِ البيانَ الوزاري  وهذا ما طرحَه الوزيرانِ باسيل والياس بو صعب على رئيسِ الحكومةِ تمام سلام في آخرِ جلسةٍ وزارية  لكنّ الرئيسَ آثَرَ النأيَ بالنفس ورَفَضَ باسيل استعمالَ هذه المسألةِ عربياً وخليجياً لضربِ موضوعٍ داخليٍّ يتعلّقُ بترشيحِ عون لرئاسةِ الجُمهورية  وعلى التّرشيحِ وأوراقِه وتصريحاتِه في الداخل  كانت القواتُ اللبنانيةُ ضنينةً على أسرارِها مع تيارِ المردة  ولامت زعيمَه سليمان فرنجية على شفّافيّتِه التي قادتْه إلى كشفِ المستور  لكنَّ بيانَ القوات  يؤكّد أنّ ما فاض به زعيمُ المردة كان صحيحاً  إنما كان يفترضُ به الإبقاءُ على المجالسِ بالأمانات وعدمُ التحوير  وكان على لجانِ القوات في المقابل الإدراكُ أنّها تتفاوضُ مع سياسيٍّ ميزتُه أنه عفْويٌّ صريحٌ يتحلّى بالشجاعة عندما تطلبه  مزايا صِدقِه ومكاشفتِه ووفائِه كلُّها قادته ليكونَ مرشحاً من قبل جهةٍ أدرجته قبلَ عشْرِ سنواتٍ في عدادِ وفدٍ تهاونَ في اغتيال الرئيس رفيق الحريري  ولم يكُن سهلاً أن يقتنعَ أولياء الدم بأن هذا الرجل دخلت الدماءُ ذاتَ صيفٍ بيتَ أهلِه  ولم ترتفعْ يوماً على يديه  لا في الحربِ ولا بعدَها  وتمرّدت لجانُه وسياسيوه على الحزن  لتجلِسَ مع الجهةِ المُنفّذةِ لمجرزة إهدن  وأقلُه اليوم عدمُ معاتبةِ سليمان فرنجية على الصراحةِ المُطلقة وحسناً فعل.