Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 4/2/2016

الاستعداداتُ لمراسمِ دَفنِ جلسةِ الثامنِ مِن شباط جاريةٌ على قدَمٍ ووفاق  لا أحدَ يريدُها  التكتّلاتُ السياسية على جهوزيةٍ للسيرِ في جِنازتِها  لكنّ أياً من هذهِ الأقطاب لن يحمِلَ وِزرَ اغتيالِها  التنازلاتُ مفقودٌ سوقُها من النوابِ إلى المرشحين  حيث إنّ كلَّ سياسيٍّ مارونيٍّ ينامُ على حُلمِ الجُمهورية وإن صحا على واقعٍ مغاير وحدَه كبيرُ المصرِفيين جوزف طربيه ومِن فرطِ تداولِه العُملات يكادُ يكونُ عُملةً نادرة  بوصفِه أولَ مارونيٍّ يتنازلُ وينسحبُ من رئاسةِ الرابطةِ المارونية لمصلحةِ التوافقِ وتزكيةِ منافسِه أنطوان إقليموس  وعلى مستوى المواقفِ يبدو المشهدُ في عالمٍ آخر  فسمير جعجع انصرفَ إلى تثبيتِ الحكومةِ الإلكترونيةِ كإحدى ركائزِ الجُمهورية.. وكُتلةُ الوفاءِ للمقاومةِ التي غابت عنِ الاجتماعاتِ على زمنِ الشدائدِ خرَجت ببيانٍ يشدّدُ على تفعيلِ العملِ الحكوميِّ والنيابيِّ وصولاً إلى انتخابِ الرئيس  ولم تعرّجْ على جلسةِ الثامنِ مِن شباط، ربما لاعتبارِها “لاغية” ً أو مفقودةَ النصاب  فمجلسُ النوابِ سوف يضيفُ رقْماً تعطيلياً جديداً يمدّدُ فيه الأزْمةَ الرئاسية  على جاري عاداتِ التمديد المنتشرة في السوقِ اللبنانية والتي طاولت اليومَ رئاسةَ المحكمةِ العسكريةِ الدائمة  إذ إنّ العميد خليل إبراهيم المطلوبَ رَأَسُ محكمتِه برُمتِها من قبلِ اللواء أشرف ريفي  جَرى التمديدُ له في رئاسةِ العسكريةِ سنةً جديدةً تَنتهي بتقاعدِه  أي إنّ العسكريةَ ورئيسَها باقيان  لكنْ معَ قرارٍ بتسريعِ محاكمةِ الوزيرِ السابقِ ميشال سماحة الذي مثَلَ بلاءاتِه اليوم أمامَ المحكمة واعداً بتقديمِ دلائلِه على استدراجِ المُخبر ميلاد كفوري له  في الأدلةِ الإقليميةِ فإنّ جنيف طارَت على سوخوي مقرِّرة  وقد قَطَعت طريقَها بمجردِ قَطع طريقِ حلب تُركيا للمدِّ الإرهابيِّ ورمي آمالِ تُركيا وداعش بدولةٍ مِن الأريافِ إلى البحر  فالحسمُ العسكريُّ بَدّلَ معالمَ التفاوضِ في جنيف  من معركةِ الروسِ والجيشِ السوريِّ على الحدودِ الشَّماليةِ وتحريرِ نُبّل والزهراء  إلى المتغيّراتِ الميدانيةِ للجيش اللبنانيّ وحزبِ الله على الحدودِ اللبنانيةِ السورية  وستسمرُّ المفاوضاتُ معلّقةً إلى حين الإتيانِ بالمفاوضين الحقيقيين  وهم المسلحونَ القادمون من تسعين دولةً حول العالم  ليمثّلوا الدولَ التي زرعتْهم ودرّبتْهم وأرسلتهم أجساداً مفخّخةً إلى سوريا  فهؤلاءِ مَن يتكلّمون على الأرض وبلغةِ البارود  لا وفدُ الرياضِ المرفوعُ عنه الحجابُ سياسياً والذين لا يعكسِون سوى تمثيلِ مستوى الخِدْماتِ في الفنادق ولا يَعرفُ عنهم الشعبُ السوريُّ إلا الظهورَ المرفّه  وإذا ما جرى الاتفاقُ في جنيف بين المسلحين ممثّلي الدول الراعية من جهة والنظامِ مِن جهةٍ مقابلة  فعندئذٍ يُشحنُ المرتزِقةُ في الحافلاتِ عائدينَ إلى دولِ المنشأ وبينَهم تركيا  تماماً كما حدث في حِمصَ القديمة  والزبداني  ونِصفِ الاتفاقِ في اليرموك والحجَر الأسود  ليبدأ يومُ سوريا الأبيض.