Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 5/2/2016

تجمّدتِ الحرارةُ في عروقِ السياسة  لكنّ شباط لبّاط  فهو استعارَ من آذار ثامنَه والرابعَ عَشَرَ منه  والتاريخانِ اللذانِ قَسَما الصفوفَ السياسيةَ تيارَين على موعدٍ معَ استحقاقَين  ففي الثامنِ من شباط دَعوةٌ إلى جلسةِ انتخاب رئيسٍ  طَبَعتِ الأطرافُ السياسيةُ ورقةَ نَعيها في انتظارِ تعليقِها على مدخلِ مجلسِ النواب حيث تُقبلُ التعازي  أما الرابعَ عَشَرَ مِن شباط فعلى موعدٍ مع إحياءِ الذكرى التاسعةِ لاغتيالِ الرئيس رفيق الحريري  وعلى هذينِ التاريخينِ رُمِيت الشائعاتُ على مصادرَ مِن المردة  وبينَ قائلٍ إنّ سعد الحريري قادمٌ للمشاركة في معجزةِ اجتراحِ رئيس  وقائلٍ إنَّ فرنجية سيَحضُرُ في احتفالِ البيال  ثَبَتَ باليقين مِن بنشعي أنّ الأمرَينِ عاريانِ من الصّحة  وفي مقابلِ الجمود فإنّ الثابتَ الذي لا يقبلُ التحويل  هو عودةُ النبْضِ إلى شرايينِ الحَراكِ المَدَنيّ  وقلبُ البلدِ على موعدٍ غداً مع تجمّعٍ دَعت إليه كلُّ الحَمَلات بالتكافلِ والتضامن  أعدّت عُدتَه ونَصَبت خيمَه منذ الليلة لتصوب المعركة ضد صفْقةِ ترحيلِ النفُايات  التي تسرّبت في عَتَمَةِ ليل على مشارفِ القلب وكعادتِها وضعت الدولةُ بينَها وبين ناسِها الأسلاكَ الشائكةَ  وأقامت الحدَّ على أيِّ تماسٍ بين المواطن والمسؤول كمَن يهربُ إلى الأمام  على الأرضِ السورية جبهةُ الشَّمال تسيرُ جنباً إلى جنبٍ وجبهةَ الجَنوب في حربِ ضربِ الإرهاب  وعلى هذهِ الحرب أعلن جناحُ المملكةِ العسكري اللواء أحمد العسيري استعدادَ السُّعوديةِ لإرسالِ جنودٍ يقاتلون جنباً إلى جنب معَ الأميركيين  لكنْ ما كلُّ ما يتمنّى المرءُ يدركُه خصوصاً أّن السوخوي تستملكُ الأجواءَ  وعلى الأرض يرسُمُ الجيشُ الروسيُّ خريطةَ طريقِ الجيش السوري  وبفعلِ التطورات الميدانية المتسارعة واستعادة مواقِعَ استراتيجيةٍ وقطع طرقِ الإمداد على المسلحين  فإنّ المعركةَ المقبلةَ ستكونُ معركةَ الحدود في ظِلِّ ما يُحكى عن تدخّلاتٍ بريةٍ لبعض دولِ الجوار  والأقوال في المعركة غالباً لا تقترن بالأفعال  ومن الأقوالِ المأثورةِ التي طالعتْنا بها تُركيا في الساعاتِ القليلةِ الماضية  إعلانُ رئيسِ مجلسِ وزرائها أحمد داوود أوغلو عن زيارةٍ يقومُ بها إلى بيروت  وعن استعدادِ بلادِه لبذلِ ما في وسعِها لحلّ المشكلاتِ اللبنانية وتحديداً الرئاسية  شرُّ البليةِ ما يضحك  وما على أوغلو إلا أن يعملَ للملمةِ الأزَماتِ في الداخلِ التركيّ قبل أن يجمعَ حاجاتِه ويُلبيَ دعوةَ نظيرِه اللبنانيّ تمام سلام لزيارةِ السرايا  اللهم إلا إذا كان داود أوغلو باشا يَحسَبُ أنّ السرايا لا تزالُ متصرفيةً تابعةً للبابِ العالي.