تَحُلُّ الذكرى وقدِ “انفَخَت” الدّف وتفرّقَ العُشاق الرابعَ عَشَرَ مِن شباط سيَجمَعُ الرابعَ عَشَرَ مِن آذار لكنّه لن يرمِّمَ ما تصدّعَ مِن زوايا التحالف والطريقُ إلى البيال لن تُعيدَ زمانَ الوصلِ إلى بيتِ الوسَط غداً ستَحضُرُ الياقاتُ الرسمية..ستلبّي النُّخبةُ الدعوةَ ووراءَها سيصطفُّ الكوادر إذ إنّ الثورةَ المُخمَليّةَ لم تَعُدْ تحتملُّ وجودَ القواعدِ الشعبيةِ وأبناءِ الشوارعِ المنسيّةِ الذين ملأُوا ساحاتِها أرقاماً غداً تَحُلُّ الذكرى الحاديةَ عشْرةَ ولم يَبقَ مِن ثورةِ الاغتيالِ إلا بقايا شعاراتٍ على جُدرانِ الحريةِ والسيادةِ والاستقلال عَشيةَ ذكرى اغتيالِ مؤسسِ تيارِ المستقبل الانشقاقُ يُهدّدُ البيتَ الأزرق وإن كُحّلَ بمقولة “العين ما بتعلى على الحاجب” في ليالي الشَّمالِ الحزينة صوَرُ الشهيدِ شاهدةٌ على انقلابِ الصورة وفي البيال انقلابٌ في الوجوه فرنجية وعون وجعجع على راس الليستة وجّهت إليهم دَعَواتُ الحضور وإذا لم يَحتلّوا شخصياً الصَّفَّ الأماميَّ فبالممثلينَ عنهم أما الغائبُ الأكبرُ فسيكونُ إعلانَ الترشيحِ للرئاسة وإن كانَ هذا الاستحقاقُ مادةَ الخِطابِ الدَّسِمة لكن الدسم الرئاسي لا يطبخ على نار محلية ومهما قيل فيه فإن متمماته تستخرج من مواد أولوية لاتفاق إقليمي لم يبلغ مستوى النضج بعد وإن لاحت بوادره من ميونيخ حيث قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لا يُوجَدُ ايُ شيءٍ في منطقتِنا يَمنَعُ ايران والسعودية من العملِ معاً لتحقيقِ مُستقبلٍ أفضلَ لنا جميعًا وأضافَ إنّ المتطرفين يُشَكِّلونَ تَهديداً لاشقائِنا في السُّعودية مثلما يُمَثِّلونَ تهديداً لباقي المِنطقة ونحن مرتبطونَ بمصيرٍ مشترَك ولأنّ الإرهابَ عدوٌّ مشترك مَن يدري فمن اجترحَ نصراً نووياً لبلادِه قد يَرسُمُ بكلامِه الخُطوةَ الأولى على طريقِ الألفِ ميل بتوحيدِ الإسلامِ سُنةً وشيعةً اقتداءً بلقاءِ الكنيستينِ الشرقيةِ والغربيةِ بعدَ شقاقٍ دامَ ألفَ عام وتحتَ الشمسِ ما مِن مستحيل.