قبل أن ينتفضَ السياسيونَ لعروبتِهم.. هلاّ تذكّروا أنّهم رسَبُوا في لبنانيتِهم.. وأنّهم الآنَ يحتفلونَ بألفيةِ التمديدِ لمجلسِ النواب؟ . سنجدُ في الوطنِ مَن يدافعُ عن دولتينِ خارجَ حدودِ الوطن لكنْ لن نعثُرَ على طرَفٍ قلبُه على البلد.. بأبنائِه الذين يعانونَ عَفَنَ السلطةِ ونُفاياتِها السياسيةَ قبل العضوية.. بمواطنينَ ليس في وسعِهم سوى تَعداد الأيام وتَسجيل رقْمِ الألفِ للتمديد فالحُكمُ غالب.. وهو أقوى مِن أيِّ حَراك.. لا تكسِرُه إلا نَكَساتُ دولِه الراعية.. وما عدا ذلكَ “يا تمديد ما يهزك ريح” . ألفُ يوم.. ألفُ عام.. لن يُغيّرَ في الواقعِ السياسيِّ شيئاً.. ما دام “كل ديك سياسي ع مزبلتو صياح”.. وقد نحتفلُ بالألفيةِ الثانيةِ بجيلٍ ثانٍ مِن النُفاياتِ المتمدّدةِ على طولِ الشوارعِ وعرضِها فاجتماعُ اللَجنةِ الوازريةِ لإدارةِ الأزْمةِ تديرُ ظهرَها للحلول.. وهيَ انعقدتِ اليومَ لكأنّها تناقشُ مِلفاً على هدىً وغيرِ تعجّلٍ ويَخضعُ للتأجيلِ مِن أسبوعٍ إلى آخر.. وسَطَ البحثِ عن معالجاتٍ توضعُ رهنَ النوابِ وقدرتِهم على إقناعِ مناطقِهم بالمطامر.. فيما الحلُّ الأقربُ والأوفرُ لم يؤخذْ على محمِلِ النقاش.. مِن تلزيمِ الأمرِ إلى البلديات بعدَ دفعِ مستحقاتِها المالية.. إلى حلِّ “أبو الياس” الذي عَرَضَ رقْماً في قِمةِ التوفير.. لكنّه لم يجدْ مسؤولاً واحداً يتّصلُ به لسؤالِه عن التفاصيل . الاقتراحُ المرّ.. هو أحلى ما تقدّمَ لليومِ ولو جاءَ بأسوأِ توقّعاتِه على ظهرِ شرِكاتٍ مستفيدة على أنّ المستفيدينَ السياسيينَ لن يَسمحوا بشراكةٍ ومنافسة . وكما تكونونَ في النُفايات.. يُولّى عليكم في الرئاسة والتي تُطِلُّ جلستُها الأسبوعَ المقبلَ على منافسةٍ خارجَ البرلمانِ تَمنعُ انعقادَه وتأمينَ نصابِه ولمّا كانَ الرئيس سعد الحريري يَسعى لإقناعِ مرشّحِه بحضورِ الجلسة.. فقد أَثبت سليمان فرنجية مرةً جديدةً أنه ماردٌ مِن دونِ تمرّدٍ على حزبِ الله بتَكرارِه عدمَ حضورِ جلسةٍ إلا بمرافقةِ نوابِ الحزب.. وهو بذلك يكونُ قد عطّل فتيلاً داخلياً لن يَقوى الحريري على إصلاحِه إذا ما وقع.