IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 29/2/2016

aljadeed

بعد سبتٍ أسود  كادَ أَحدُهم برُتبةِ مهرّج أن يحرّكَ جَمْراً تحتَ رماد  هدَأتِ النفوس واستراحتِ النصوص  توقّفت محرّكاتُ السياسة ولو على الأقلّ حتّى الموعدِ المنتظرِ بعدَ قليلٍ في عينِ التينة  والمُرجّحُ أن يَجمعَ رئيسَ تيار المستقبل سعد الحريري ورئيسَ مجلسِ النواب نبيه بري  وإذا ما صحّ اللقاء فهو يأتي غداةَ مطالبةِ قياداتٍ في التيارِ الأزرق بقطعِ الحوارِ معَ حِزبِ الرايةِ الصفراء  قد يجترحُ بري تِرياقاً لاستمرارِ حوارٍ لا لونَ له ولا طعمَ ولا رائحة  لكنْ في الوقتِ نفسِه يشكّلُ همزةَ وصلٍ بعدما عزّ الالتقاء  ويأتي أيضاً بعدَ عاصفةِ الحَزمِ التي ضَرَبت لبنانَ عِقاباً  وعلى هذه العاصفةِ حَراكٌ دَوليٌّ فرنسيٌّ أميركيٌّ كنديٌّ يتّجهُ للضغطِ على السعوديةِ لتهدئةِ الخواطرِ معَ لبنان وإعادةِ الهِبةِ إلى جيشِه  وبعد الاثنينِ اليتيم إلا مِن خبرِ مغادرةِ وزيرِ الصِّحةِ وائل أبو فاعور إلى الرياض  يتطلّعُ العالمُ إلى الثلاثاءِ العظيمِ  إذ غداً تتضحُ الصورةُ في السباقِ إلى البيتِ الأبيض  وتنجلي هُويةُ مرشحي كلٍّ مِن الحزبِ الديمقراطيِّ أو الجُمهوريّ  فإما ترتدي الولاياتُ المتحدةُ الأميركيةُ وجهَ يَسارٍ ينمو  أو قِناعَ يَمينٍ مُتطرّفٍ يُلامِسُ العُنصرية  وإن أَثبت التاريخُ أنّ الجمهوريينَ والديمقراطيينَ هما وجهانِ لسياسةٍ خارجيةٍ واحدة  أميركا قطعت نصفَ الطريقِ إلى استحقاقِها الرئاسي  وإيرانُ توزّعت مناصفةً بين الإصلاحيينَ والمحافظين  أما لبنانُ فضَرب موعداً مع الجلسةِ السادسةِ والثلاثين لإنجاز استحقاقٍ رئاسيّ لن يبصرَ نوراً في الأربِعاءِ المعظّم  وسترحّلُ الجلسةُ إلى ما شاءَ الخارجُ تسويةً تُفَكُّ عُقدتُها من حبالِ اللَعِبِ الإقليمي بعدَ فكِّ أولى العُقَدِ على الأرضِ السورية باتفاقٍ أميركيٍّ روسيٍّ  بدأ هُدنةً وينتهي بحلٍّ سياسيّ وبتفاوضٍ مباشَرٍ يُلغي كلَّ أنواعِ التدخّلِ التركيِّ الإسرائيليِّ الخليجيّ والإيرانيّ  ويستقرّ إما على تقسيمٍ حقيقيٍّ يُبقي دمشقَ والساحل السوريَّ بيد النظام وما تبقى تحتَ سيطرةِ المعارضةِ والأكراد  وإما على تقاسمِ نفوذٍ جغرافيٍّ روسيٍّ أميركيٍّ حيث لا مكانَ للصغارِ في ملاعبِ الكبار.