ستونَ يوماً بستينَ ألفِ سنةٍ على بلدٍ لن يقومَ مِن تحتِ المَطمر.. حَراكُه عضّتْه السلطة.. سوادُ ناسِه لم يعدْ مؤمناً بالقدرةِ على التغييرِ.. نُفاياتُه أصبحت غنيمةً للسياسيين . اليومَ صاحَ ديكُ المطامر.. ووافقَ مَن كانَ معترضاً.. وأُعيدَ فتحُ مَطمرِ الناعمة مدةَ شَهرَين أو ما يُوازي ستينَ يوماً.. بعدما كانوا قد أقسموا على عدمِ فتحِه ولو لستينَ ثانية ودامتِ المطامرُ في ديارِكم عامرةً.. حيث تُقبلُ التهاني عندَ أبوابِ جنبلاط وشهيب وأرسلان وعمومِ أهالي قُرى الشحّار وأولُ المبرقينَ للتهنئة النائب وليد جنبلاط.. الذي كان يتحدّثُ عن فتحِ مَطمرِ الناعمة كمَن فَتحَ قناةَ السويس وعَبَر القناة شَكر جنبلاط جهودَ شهيب وفريقِ عملِه برعايةِ سلام.. وكلَّ مَن ساهمَ في تسهيلِ هذهِ المُهمةِ مِن أحزابٍ سياسيةٍ وحركاتٍ مدنيةٍ مِن دونِ استثناء وبالشكرِ تدومُ النِّعَم.. لكنّها نِعَمٌ برائحةِ العفَنِ الباعثِ على ثالثِ أوكسيدِ العُربون.. إذ إنّ لكلِّ مَطمرٍ ديكَه السياسيَّ الذي يتباركُ مِن النُفاياتِ ويؤمنُ بنعيمِها.. يقلِبُ الزِّبالةَ في يدِه فتبيضُ ذَهباً . طُنُّ نُفاياتِنا كانَ الأغلى عالمياً.. واليوم تتفوّقُ مطامرِنا بقوةِ نظامٍ حديديٍّ لا يَهُزُّه شارع.. ولا تَقلعُه ريح وها نحنُ اليومَ نعودُ إلى مطمرِ الصفر.. وكأنْ لا تموزُ حمَلَ بدايةَ الحكايات، ولا أشهرُ صيفٍ ملوّثةٌ مرتْ على اللبنانيين.. لا شتاءٌ امتزجَ بالنفايات.. ولا أنهرٌ جَرَت على غيرِ عادتِها وتغييرِ لونِها.. ولكأنّنا افتتحْنا ربيعَ الثورةِ مِن جديد فهلِ انتهت أزْمتُنا الآن.. أمِ انتهتِ الأزَماتُ الماليةُ للقادةِ السياسيينَ “المزنوقين” منهم وغير المُعْوِزِين؟ . عندما رَشقَ جنبلاط شركاءَه بالتهاني فإنما كان يُباركُ لنفسِه بفكِّ أزْمتِه المالية.. ومثله في السلطة مَن سيشاركُه التهاني المذهبة ولولا صبرُ تمام سلام لَكنا أمامَ كشفِ أسماءٍ باتت تحمِلُ طابَعَ النُفاياتِ السياسية . ما لا يكشِفُه الآخرون.. نحنُ له لكنْ هذه المرةَ من بوابةِ سويس ليكس.. حيث تتدحرجُ الليلةَ أسماءٌ جديدة ضِمنَ حلْقةٍ تُحيطُ بها النيرانُ المالية.. وكلُّه تحتَ طائلةِ المسؤولية.