مرحلةُ الشغورِ السياسيِّ انتَقلت إلى الشغورِ الفنيِّ مِن رأسِ الهرَم بالأمسِ دفنّا الشَّمسَ في يومٍ لا يُشبهُ الأيام وغداً نُكسّرُ الغارٓ على العقلِ المدبِّرِ للقصيدة لنعيشَ كما عُمرُه بمئةِ عامٍ مِنَ العُزلةِ عنِ الشعراء فراغٌ في أعلى المؤسسةِ الفنية يَتعايشُ والفراغَ السياسيَّ الذي لا يَشغَلُه حالياً سِوى أبو طاقية بعدما أمسكَ بمِلفِّ المخطوفينَ والتفاوضِ والشروطِ والمواعيدِ ومواقيتِ الإعدامِ وتأجيلِها ووَضَعَ نجلَه براء في المعادلة ساحباً يدَه بعدما مدَّها طويلاً والأزْمةُ لا تكمُنُ عندَه بل في دولةٍ طلبتْه للتوقيفِ ثُمّ طلبَت ودَّه ورضاه وفجأةً وجدنا أنّ هناك حكومةً لبنانيةً تفاوضُه عندَ منتصَفِ الليلِ ليَصحوَ وزراؤُها في الصباح: يا غافل إلك الله تبّت يدُ أبي طاقية وهَرَب توارى خلفَ حِصنِه العرساليّ واشتعلت دواليبُ الأهالي أمامَ السرايا الحكوميةِ لعدمِ حصولِهم على تطمينات لكنّ سيدَ السرايا كان خارجَها يتمّمُ زيارةً رسميةً لبروكسل ويستكشف سبل تطوير العلاقات وعلى مرمى حجرٍ مِن مقرِّ الحكومةِ وحرقِ الإطارات كان وزيرُ المالِ علي حسن خليل يَفتحُ مغارةَ علي بابا العَقارية ويُحرقُ دواليبَ خمسةٍ وخمسينَ موظفاً ويُحيلُهم على النيابةِ العامةِ المالية فللمرةِ الأولى مُذ كانت وزارةُ المالِ إمارةً حريريةً وما تلا تلك المرحلةَ يَجري الكشفُ عن عملياتِ سطوٍ مسجّلةٍ بالمحاضر ومَسحِ ملايينِ الأمتارِ مِن مشاعاتِ وأملاكِ الدولةِ بأسماءِ أشخاصٍ وشرِكاتٍ مُلتبسة واستغلالِ مرحلةِ عُدوانِ تموزَ التي لم تُسرَقْ فيها هباتُ الناسِ المتضرّرةِ فحَسْب وإنما نُهِبتِ المِساحاتُ وبإشرافِ مساحينَ ومُختارينَ ومعقّبي معاملاتٍ وسَماسرةٍ كانوا يَجلِسونَ خلفَ مكاتبِ الموظّفينَ يُحدّدونَ قيمةَ أسعارِ العَقارات وفي عزِّ احتراقِ الوطن كانوا يَسرِقونَ الوطن عيّنةٌ مِن فسادٍ عَقاريّ يؤاخي العيّناتِ مِن الفسادِ الغذائي ينعطفُ على العيناتِ الإحصائيةِ المزوّرةِ في مِلفٍّ بَلَغَ القضاء وتفتحُه الجديدُ ابتداءً من الليلةِ بسلسلةِ تقاريرَ تَفضَحُ دورَ إيبسوس ومعاييرَها الإحصائية وتزويرها الحقائق وإيبسوس هي شرِكةٌ عالميةُ فهل تُشرفُ على فَرعِها اللبناني وهل تعتمدُ في إحصاءاتِها على معاييرَ مِهْنيةٍ وأخلاقية أم هي تملأُ الفراغَ بالرقْمِ الذي يناسِبُ جيوبَها.