جُمُعةٌ حزينةٌ ورجلٌ قلِق .. جمعةُ آلآمٍ فرَضت طقسَها سياسياً .. ورجلُ اللأُممِ المتحدة الأولُ نَزَحَ نحوَ مخيماتِ اللجوءِ شَمالًا ..على أنّ الهوا الشّمالي هبَّ مِن بنشعي حاملاً كُتَلاً من مواقفَ تُنذر باشتدادِ الغيوم .. من دونِ شتاءٍ فوقَ بعبدا فزعيمُ تيارِ المردة وفي طريقِه نحوَ التحذيرِ مِن تغييرِ قواعدِ اللُّعبةِ أجرى عمليةَ فكِّ ارتباطٍ معَ الرابية اضْطُرَّ فيها الى إصابةِ حِزبِ الله معلناً أنّه لن يُلغيَ نفسَه حتى ولو طَلب إليه الحِزبُ الانسحابَ لمصلحةِ ميشال عون ورجل زغرتا دخلَ المناظرةَ المكشوفة: النزول الى مجلسِ النواب في مقابلِ النزولِ الى الشارع معادلةُ العين بالعين ترتفعُ بالأزْمةِ الرئاسيةِ إلى مستوى التحدّي والحربِ بالأصواتِ شعبياً ونيابياً .. لكنّه على الأرضِ السياسية لا مجالَ لترجمةِ التحدياتِ رئاسياً لأنّ البلادَ تكاد لا تحتملُ أجراءَ انتخاباتٍ بلديةٍ على أبعدِ طموح .. والبقيةُ لن تأتي . وعلى هذهِ الحال فإنّ كلَّ الأزَماتِ ترتبكُ بلا حلّ .. مِن تعقيداتِ المطامرِ إلى شبَكاتِ الانترنت والتي تعود الاربعاء الى طاولة لجنة الاتصالات النيابية الموسعة فيما يشد بها الى الخلف ضغط قضائي كشفت عنه صحيفة السفير وناصرها النائب وليد جنبلاط الذي سأل : ألمْ يحاولْ مَصدرٌ أمنيٌ رفيعٌ التقليلَ من اهميةِ الفضيحة ؟ وكيف لا وإحدى الشَرِكات مُقرَّبةٌ إلى الدائرةِ الشخصية والعائلية كما يُشاع؟ وكيفَ لا وشركةٌ أخرى تَعودُ الى وسيلةٍ إعلاميةٍ معروفة استباحَت رجالَ أَمنٍ يَزدادُ مَواكِبَ ومُرافَقات؟ لم يلاعبْنا جنبلاط الغُميضةَ هذهِ المرة … لاسيما أنَّ حربَ زعيمِ التقدّمي معَ عبدِ المُنعم يوسُف تعطيهِ بعضَ الصِّدْقية .. فالشرِكةُ المموّهةُ لديهِ والمالكةُ مؤسسة إعلامية .. هي معروفةٌ لدى اللبنانيين وقد لجأَت أخيراً الى استعمالِ أعلى ما في خيلِها ..فوجدَت نفسَها تحتَ حوافرِ الخيل . والسقوطُ بالسقوطِ يُذكر .. إذ مُنيَ تنظيمُ داعش بضربةٍ ماليةٍ أصابَت وزيرَ خزانتِه مقتلًا وأعلنت واشنطن أنّ غارةً جويةً قَتَلَت عبدَ الرحمن مصطفى القادولي المعروفَ بحجي إيمان وهو مسؤولٌ عن إدارةِ الشؤونِ الماليةِ لداعش ضرَباتُ أميركا تواكبُ الإنجازاتِ التي مهّدت لها روسيا وأدّت الى تحريرِ تدمُرَ في أوسعِ توافقٍ بينَ القُطبينِ العالميَينِ عسكرياً وسياسياً .. وهذا التوافقُ ينسحبُ على مصيرِ الرئيسِ السوريّ بشار الاسد إذ أكّدت موسكو اليومَ أنّ روسيا وأميركا وافقتا على عدمِ مناقشةِ مستقبلِ الاسد الآن .. وهذا يعني أنّ كلَّ تساؤلاتِ كيري عن المصيرِ السياسيِّ للرئيسِ السوريّ كانَ مجردَ ورقةٍ فارغةٍ في الحقيبةِ الحمراء.