قد يبدو الخبرُ داخلَ قَمْرةِ طائرةٍ مخطوفة وفي تفاصيلِ حكايةِ الحبِّ الطائرِ مِن الاسكندريةِ إلى جزيرةِ قبرص وما رافقَ العمليةَ مِن رعبٍ وخوفٍ واستنفارٍ وتعليقاتٍ ساخرة لكنْ في البلدِ ما هو أخطرُ مِن الخَطفِ والأَسْرِ وساعاتِ الاستنفار فنحنُ نتربّعُ على دولةٍ تتفنّنُ في خطفِ مؤسساتِها ..وتَجدُ مُتعةُ في سرِقةِ موجوداتِها وإذا لم نردِ التعميمَ وأحصاءَ مجموعِ السَّرِقاتِ في السفينةِ المثقوبة فلْنتحدّثْ حصراً عن قوى الأمنِ الداخلي تلكَ المؤسسةِ التي تحتاجُ إلى دعمٍ ومساندةٍ وعَتادٍ وتجهيزات عناصرُها يخوضونَ الحربَ على الإرهاب يعاندونَ شمسَ الصيفِ على الطرقاتِ ويُحاربونَ البردَ بأدواتِهم البسيطة يَنتظرونَ سلسلةَ رُتَبٍ ورواتبَ فلا تأتي من حكومةٍ لم تَعرِفْ بهم ولا مِن مجلسٍ يُشرّعُ من أجلِهم ومقارنةً بواقعهم تَقبِضُ في مؤسستِهم على ضباطٍ بنجومٍ تبلُغُ السماء عمداء وعقداء يسرِقونَ مالَهم يَلتحفونَ الغِطاءَ السياسيّ ويَنهبونَ خزينتَهم تسعُ سنواتٍ مِن التزويرِ وتعبئةِ الجيوبِ الرمادية ولم يَقلْ لهم كَفىْ أحد الى أن أعطى اللواء ابراهيم بصبوص أشارة الإنطلاق وفتح التحقيق وبمفعول رجعي وتلك خطوة تحسب له وما إن سقطَ المؤهَّلونَ الأوائلُ حتّى بدأت سُبحةُ العمداءِ بالانهيارِ وفي مُقدَّمِهم العميد محمّد قاسم الذي أوقفَ اليومَ في انتظارِ استكمالِ التحقيقِ غداً النجومُ تنزلُ إلى الأرضِ في مِلفٍّ بدأ مِن المديرية ووصلَ إلى التمييزيةِ في تحقيقاتٍ يبدو أنها اصطدمَت بقاضٍ مريرٍ هو المحامي العامُّ التمييزيّ شربل بوسمرة الذي يُصِرُّ على استكمالِها حتّى النهاية على الرغم من إحاطتها بالعناية السياسية المشددة أما بقيةُ المِلفات فهي رهنُ العنايةِ الآلهية وترتطمُ إحدى شبَكاتِها بلَجنةِ الاتصالاتِ والإعلامِ غداً بالتزامنِ معَ جلسةِ الحوار على أن تتركَ العنايةُ الرئاسيةُ لزيارةِ سعد الحريري لموسكو في إطارِ تحرّكٍ عربيٍّ ودوليٍّ يهدِفُ إلى وضعِ حدٍّ للشغورِ في الرئاسةِ بحسَبِ مصادرِ المستقبل وفي معلوماتٍ الجديدِ أنّ الحريري سيوجّهُ إنذاراً حاسماً الى القيصرِ فلاديمير بوتن وسيضعُه عند حدِّه ما لم يُعطِ أوامرَه لأيرانَ بالضغطِ على حِزبِ الله لوقفِ الشغور وما دام إنذاراً شديدَ اللهجمةِ فسوف يشملُ مِلفَّ تسليحِ الجيشِ والهبةَ المسحورة المنصهرةَ وراءَ خلافاتِ الأمراء لكنّ للشيخ سعد نصيحةً أوفر وتجنّبُه صقيعَ القياصرة فالرابيةُ أقربُ مِن موسكو وحوارُ عون يبقى أسهلَ مِن محاولةِ لقاءِ بوتين.