حَمّلوا أُمنيّاتِكم لهذا النهار الأبيض.. وصدّقوا أننا ليومٍ واحدٍ انتخبنا رئيساً وبالإجماع .. فتحنا أبوابَ التشريع على مصراعيه.. توافقْنا على قانونِ انتخابٍ ونسبيّ .. حدّدنا مواعيدَ الاقتراع .. أوكلنا النُفايات لبدياتِها .. فقط تخيّلوا لأننا هذهِ الاُمنيّاتِ لا تحصُلُ إلا في الاولِ مِن نَيسان في الأيامِ العاديةِ لم تُرصَدْ كلمةُ صِدقٍ ولو بزلةِ لسان فكيف بنا واليومُ يومُ الكذِبِ العالميّ واليوم سنرتكبُ نحن مَعصيةَ الحُلمِ لا الكَذِبِ ونتصوّرُ دولةً ملأتْ فراغَ رأسِها ….وإذا كانت أُمنيّاتُنا أضغاثَ حُلمٍ ففي يومِ الكذِبِ ثمةَ حقيقةٌ ساطعةٌ وبسُرعةٍ توازي سُرعةَ التحقيقِ القضائيّ تتقدّمُ لائحةُ الاختلاساتِ في قُوى الأمنِ باتجاهِ رأسِ الهرَم ولائحةُ الفسادِ نفسُها تتّسعُ لتضعَ أربعَ مئةِ ضابطٍ ورتيبٍ في قفصِ الاتهام التحقيقُ انتهى اليومَ بإشرافِ المحامي العامِّ التمييزيّ الامينِ القاضي شربل بو سمرا في ملفِّ قُوى الامنِ على ثلاثةِ ضباطٍ وتسعةَ عشَرَ موقوفًا ومدَنيٍّ واحدٍ ومتقاعدَينِ اثنينِ ويُنتظرُ أن يحالَ الملفُّ غداً الى مفوّضِ الحكومةِ معَ الموقوفين أما في قفصِ الانترنتِ غيرِ الشرعيّ فلم يعدْ هناكَ مِن علاماتِ استفهامٍ وتشكيكٍ في بُطءِ القضاءِ ولفلفةِ القضيةِ ..السرِقةُ الموصوفةُ التي أَفقدتِ الأمنَ الداخليَّ أمانَه الداخلي قابلَها جرمٌ موصوفٌ بشقاءٍ مستترٍ في عُلَبِ ليلٍ تحوّلت الى سوقِ نِخاسةٍ بالإكراهِ والتعذيبِ النفسيِّ والجسديّ ..فتياتٌ هَرَبْنَ مِن جحيمِ بلادِهنّ ليَقَعْنَ في شرَكِ شبكةِ تديرِ بيوتِ دعارةٍ ألقت شُعبةُ الاستقصاءِ القبضَ عليها أمسِ ونتابعُها اليومَ بشهادةٍ حيةٍ لفتاةٍ ستَسرُدُ معاناتَها في متنِ النشرة كلّ ذلك حقائق في يوم الكذب..وفي هذا اليوم ظنّ زملاءُ في مكتبِ العربية أنّ قرارَ إقفالِ المكتبِ في بيروتَ ما هو إلا كذبةُ الأولِ مِن نَيسانَ وسَرعانَ ما تبيّن أنّ الكذبةَ حقيقة وأنّ قرارَ الصرفِ اتُّخذَ لأسبابٍ أمنية كما علّقت المحطة والأسبابُ الأمنيةُ تُخفي وراءَها أسباباً سياسيةً قد لا تقفُ عند وثائقيّ “حسن”..وقد تتعدّاه إلى ما هو أبعدُ من إقفالِ مكتب..وتبقى الكِذبةُ الصارخةُ تلك التي صدّقها خمسونَ زعيمَ دولةٍ يجتمعونَ الليلةَ في واشنطن على السلاحِ النوويّ في قِمةٍ سقط منها حتى احتمالُ الغمزِ مِن قناة مئات الرؤوس النووية التي بحوزةِ إسرائيل فعلى من يقرأ الزعماء مزاميرهم…