إسطنبول.. قِمة.. وَحدة.. تَضامن.. مِن أجلِ عدالةٍ وسلام لا عبارةَ منها تؤكّدُ صِدقَ النيّات فلا اسطنبولُ التُّركيةُ المُستضيفةُ القِمةَ عاملةٌ على الوَحدة.. ولا القادةُ متضامنون أو متعاونونَ بالحدِّ الأدنى.. لا العدالةُ عادلة .. وليس على الأرضِ السلام لكنّهمُ اجتمعوا.. الإيرانيُّ يأخذُ مَسافةً مِنَ السُّعودي.. اللبنانيُّ يقتربُ مِن السُّعوديّ.. يصافحُ يُقبّلُ ولا يجتمع.. التُّركيُّ يُحاضرُ بالعفّةِ ويعلّمُ الدولَ كيفيةَ محاربةِ الإرهاب.. لكنّ الردَّ عليه جاءَه مِن خارجِ حدودِ القِمة عندما أعلنَ الرئيسُ الروسيُّ فلاديمير بوتين أنّ القيادةَ التُّركيةَ الحاليةَ تتعاونُ معَ المتطرفينَ بدلاً مِن محاربتِهم . فعلامَ يجتمعون.. وهل يحاربونَ أنفسَهم؟ وإذا كان لدى الدولِ الإسلاميةِ العربيةِ حَرَجٌ في مقاتلةِ ما صنعتْه أيديها.. فهلاّ يُرفعُ الإحراجُ عن مساندتِهم قضيةَ فِلَسطين.. وهلاّ سمِعوا بمصطلحٍ اسمُه الاستيطان؟ وإن مَن كانَ عَدوّاً لهم يستفزُّهم اليومَ ويقرّرُ على توقيتِ قِمتِهم بناءَ أكثرَ مِن مِئتي وَحدةٍ سكنيّةٍ في مستوطناتٍ معزولةٍ في الضفّةِ الغربيّة . كاد تمام سلام يكونُ وَحدَه فِلَسطينيَّ القضيةِ بينَ العرب.. عندما طالب بعدمِ السماحِ للأحداثِ التي تعيشُها أمتُنا بأن تُنسيَنا قضيةَ العربِ والمسلمينَ الأُولى ومدّعون لوضعِ حدٍّ للهجمةِ الاستيطانيةِ الإسرائيلية.. معلناً أنّ إسرائيلَ هي العدوُّ الأولُ لهذهِ الأمة.. تتفرّجُ على حروبِنا وانهياراتِنا وتحقّقُ علينا الانتصارَ تلوَ الانتصار.. مِن دونِ أن نرفعَ إصبعاً أو أن نحرّكَ جُندياً واحداً لكنْ على الارجحِ أنّ هذا الخِطابَ لن يُسعِدَ دولاً حاضرة.. باتت فلَسطينُ وراءَها وإسرائيلُ في عَرينِها وعلى الاغلب أيضاً أن كلام رئيس الحكومة اللبنانية سيزعج عرباً أكثر من نقمتهم على التحفظ عن فقرة إدراج حزب الله في عداد المنظمات الارهابية . صدى إسطنبول غير مدوٍ في بيروت التي دخلت عصر الزفت.. ورفع صور المرشيحين ..واطلاق عجلات المعركة البلدية.