عندما وقّع الرئيس تمام سلام اتفاقيةَ تغييرِ المُناخِ هذا المساءَ في مبنى الأممِ المتحدة كانت بيروتُ والساحلُ الجَنوبيُّ تعيشُ احتباساً في الأنفاسِ تجنّباً لتنشّقِ أسوأِ روائحِ القرنِ الحاديِ والعِشرين نحنُ دولةٌ وقّعنا فعلاً اتفاقيةَ تغييرِ المُناخ لأنَا غيّرنا الهواء رفَعنا النُفاياتِ لتلامسَ الجبال استخرجْنا الحشَراتِ على زمنِ الربيع لوّثنا البحر وهدّدنا موجَه أجرينا مساكنةً معَ “الزّبالة” لتسعةِ أشهر وولّدنا مطامر نحن دولةٌ سباقةٌ في اتفاقيةِ باريس المُناخية ولم يكُن مِن داعٍ لكي يقومَ رئيسُ الحكومة بزيارةٍ لنيويورك لتوقيعِ نصِّها وكانَ بالإمكان تفادي عَناءِ السفرِ لإعلانِ هذا الإنجازِ عَبرَ الأقمارِ الصناعيةِ أو مِن جورة البلوط وكنا قد أحرزنا الكأسَ مِن دونِ منافس وفي المبارزةِ الوزاريةِ وبعدَ إخمادِ نيرانِ جنبلاط المشنوق بخراطيمِ الحريري إندلعت من راشيا معقِلِ الوزير وائل أبو فاعور رشَقاتٌ أصابتِ اليرزة عَبرَ توجيهِ سهامِ وزيرِ الصِّحةِ نحوَ وزيرِ الدفاع وبعيدَ استقبالِ أبو فاعور وفداً من فُرسانِ مالطا افترسَ زميلَه سمير مقبل بتصريحٍ خالَه فيه سمير علي الكيماوي لكونِه أدلى بمواقفَ تضمّنت عبارةْ “فلْيَصمُتوا سِجالُ الوزيرينِ كانت تحتَ سقفِ مِلفِّ الاتصالاتِ الذي استدَعى التحقيقَ معَ عبدِ المُنعم يوسُف المديرِ العامّ لأوجيرو وبحسَبِ معلوماتِ أبو فاعور فقد جرت تخليةُ سبيلِ يوسُف بسندِ إقامة ولم يَجرِ تركُه حرا وقال إنّ هذا المديرَ بالنسبةِ إلينا هو رأسُ جبلِ الجليدِ في منظومةِ الفساد في وِزارةِ الاتصالات وإنَّ الجِديةَ القضائيةَ والمسؤوليةَ الوطنيةَ تفترضانِ أن نغوصَ عميقاً لاكتشافِ قعرِ الفساد وعدمِ التوقّفِ عندَ مسؤولٍ بحدِّ ذاتِه.