بخلافِ حرارةِ النهارِ الخريفيِّ ودرجاتِه المرتفعة انخفضَ هبوبُ الريحِ سياسياً فانعقد مجلسُ الورزاءِ على الصمت ورَكَنَ أهالي المخطوفين إلى معادلاتٍ مستجِدة ولَمَحَ قارئو الطقسِ القطريِّ طيفَ موفدِ التفاوضِ في بيروت هدوءٌ سَبق عاصفةَ ال بغدادي” وتَبيانَ صلتِها السابقةِ بزعيمِ الدولةِ الإسلامية ما عُدّ ورقةَ قوةٍ أصبحَ يمتلكُها لبنانُ للتفاوضِ مِن علوٍ شاهق وليس برضوخٍ وإذعان وتَبَعاً لميزانِ القوةِ لدى قائدِ الجيشِ العماد جان قهوجي فنحنُ لسنا ضعفاء نحن عسكرٌ نتلقّى ضربةً ونَرُدُّ بمئةٍ وسنَهزِمُهم مهما بَلغت التضحيات وهو كلامٌ يُنصحُ بألا يكونَ مستنداً إلى عزيمةِ السياسيين المفاوضين منهم والمرابينَ على خطوطِ الجرد لأنّ السياسيين اختصاصيو تضحياتٍ بالجيشِ ومتمرسو هزائم فإذا كانت المؤسسةُ العسكريةُ ستنفّذُ مبدأَ ردِّ الضربةِ بالمئة فلن يكونَ أمامَها سِوى دفعِ التكلفة وتحريرِ الجنود فالعسكريُّ الذي يَنذُرُ نفسَه للوطن سيكونُ مهيئاً لأسوأِ الاحتمالاتِ وبينَها الشهادة وهذي البلداتُ تزرعُ سبعةً منهم في أرضِها بين الأمسِ واليوم في مراسمِ وداعٍ تأخذُ طعمَ البطولةِ لشبابٍ خُطِفوا غدراً حتى الموت دموعُ الأهلِ على عسكرِهم لم يُلغِ حقيقةَ فخرِهم بأبنائهم حارسي البرّ وقد مجّدهم البحرُ وتوّجتْهم السماء ولسانُ حالِ الأقرباء أنّ الموتَ شهيداً أرحمُ مِن ذُلِّ الارتهانِ لمرتزِقةٍ قتَلة خاطفي الجنودِ مِن خدمتِهم ومنازلِهم يدّعون الثورةَ وحمْلَ القضيةِ وحمايةَ أطفالِ سوريا ونسائها ولم يَثبُتْ أنّ في قلوبِهم رحمةً بالمطلقِ لنصدّقَ ادّعاءاتِهم لكونِهم يتفنّنونَ في تعذيبِ أهلِ العسكرِ المخطوفِ ونسائهم وأطفالِهم وتروقُهم دموعُ أمهاتِهم التي تسقطُ تحتَ خيمة أو في شارعٍ مضطرب أو في زياراتِ حُرقةِ القلبِ التي ينظّمونها إلى الجرد وهذه الحال الشهادةُ لها وقعُ العِزة وقد يعودون أحياءً يحتفلون معنا بطعمِ الحريةِ محرَّرينَ بقوةِ سلاحِ جيشِهم فلا المفاوضُ السوريُّ من ضِلعٍ قطريةٍ سيحققُ توازناً في الشروطِ والمطالب ولا الدولةُ ستُفرجُ عن إرهابيين من الصفِّ الأول شوارعُ لبنانَ المحترقة وضحايا التفجيرات لا تزالُ تذكرُهم بكثيرٍ منَ اللعنات وحدَها القوةُ معَ التزوّدِ بالسلاح تختِمُ النهايات والاقتحامُ أخطرُ الحلول لكنّه سيدُها ويا سادة يا كرام ولأنّ الجديد قرّرت اقتحامَ مِلفٍّ مِن نوعٍ آخرَ وستضعُ له النهايات في الإعلامِ والقضاءِ معاً فإليكم جزءًا آخرَ من حكايا شركةِ ستات إيبسوس التي أدّعت العالميةَ محلياً فإذ بها أهلية بمحلية قراراتُها المصيريةُ قد تؤخذُ في مَطبخ مونان والسيدة والدتِه وما سنكشفُ عنه اليومَ يتعلّقُ بكيفيةِ الحصول على عيّناتِ الإحصاءِ آلاٌت توضع في منازلِ أقرباءِ وأصدقاءِ آل مونان وعلى أساسِها تُحتسبُ نِسَبُ المشاهَدةِ في التلفزيونات وقراءةِ الصحف وبناءً على نتائجِ هذه العينات المأخوذةِ “بالمونة” تصبحُ أعرقُ الصحفِ اللبنانية جرائدَ للاستعمالِ المنزليّ وغيرَ مقرؤه وتسبِقُها في الإحصاءِ صُحفٌ بنْتُ ساعتِها ليس لها أيُّ مجدٍ في الحبر وتتحوّلُ المحطاتُ التلفزيونيةُ إلى رهينةٍ لهذا المطبخ ويضيعُ المُعلنُ في طبخةِ إحصاء.