وهذا الشهيد.. صِهرُ الشهيد.. خالُ الشهيد.. يسقطُ شهيداً في دمشق. سيفُ المقاومة وذو الفَقارِها.. الذي أصطفاهُ حزبُ الله قائداً برُتبةِ عِماد مُغنية.. تمكّن منه “عدوٌّ ما” فجاور العماد في النهايات كما في العائلات كما في الآلياتِ وفي العاصمةِ نفسِها. مصطفى.. سامي.. الياس.. ذو الفَقار.. أسماءٌ لقائدٍ واحدٍ خَرَجَ مِنَ الهُويةِ إلى القَضية.. طاردتْه القراراتُ والأحكام لكنّه اختارَ مكانَه وقرّر دمشقَ في وجهِ لاهاي. إغتيل الرجلُ الأولُ عسكرياً في صفوفِ المقاومة بعدما هَرِمت المحكمةُ الدَّوليةُ في البحثِ من دونِ القدرةِ على التحري.. وبعدما بلغَت سنَّ الياسِ في توجيهِ دليلٍ جديدٍ غيرِ الاتصالاتِ لاتهامِ بدر الدين وآخرينَ باغتيالِ الرئيسِ الشهيد رفيق الحريري. مات الصِّهرُ السندُ غِيلةً.. وعاشتِ المحكمةُ القاهرةُ غيرُ القادرةِ على بلوغِ طرَفِ الحقيقة ..فمَن الذي سيجني ثمارَ الاغتيال؟. ففي سوريا.. سوريا من الإرهاب.. على أرضِها تكفيريونَ وجواسيسُ آخرون قد يبيعونَ المعلومةَ بأرخصِ الأثمان.. وعلى جَنوبِ هذا البلدِ غيرِ الآمنِ سواعدُ إسرائيلَ مِن جبهةِ النصرة يسيطرونَ أرضاً.. وإسرائيلُهم تحلّقُ جواً.. فمَن القاتل؟ وأيُّ حقيقةٍ توصّلَ إليها حزبُ الله وسيعلنُها غداً كما أكّد نائبُ الأمينِ العامِّ الشيخ نعيم قاسم؟. فبياناتُ الحزبِ الأوليةُ لم تُشرْ إلى المسؤوليةِ المباشرة وغيرِ المباشرةِ للعدوِّ الاسرائيلي.. لكنّ قاسم لم يستبعدْها ووَضعَ فرضيتَها معَ الإرهابيينَ في خندقٍ واحد. تفرغَ الحزبُ أولاً للتشييعِ وتقبّلِ التعازي في حيِّ الأميركان.. من دونِ أن نعرفَ أيَّ دورٍ حتّى الساعةِ “لأركانِ الأمركان” وماذا إذا كانَ سيظهرُ بعد سنواتٍ عميلٌ في السي آي إي يتلو على جماهيرِه السرَّ المدفنون. شيّع جمهورُ المصطفى مُصطفاه.. وأَعلنت الغبيري الحِدادَ على بطلِ الحيّ .. فيما ظَهرتِ المحكمةُ الدّوليةُ على صورةِ بيانٍ مَيْتٍ بلا حَراك.. أخذت علماً بالوفاةِ وقالت إنها تنتظرُ صدورَ قرارٍ قضائيٍّ بذلك. ربما بقيةُ السطورِ لا تُكتبُ عادةً في بياناتٍ رسميةٍ للمحاكمِ الدّولية .. غيرَ أنّ المستشارَ لدى فريقِ الدفاع عن حقوقِ ومصالحِ بدر الدين عمر نشابة يخرجُ للمرةِ الأولى عن حصار لاهاي .. ويرى أن فشل الاغتيال المعنوي لبدر الدين عبر المحكمة الدولية هو سبب اللجؤ الى أغتياله مباشرة عبر قوى دولية صنعت المحكمة. لكن مهلاً .. ماذا لو صدقت روائع المستقبل من أن مصطفى بدر الدين لم يمت؟؟. وقبل ان يتورط المستقبل اكثر في التحليل.. ماذا لو ذهب الى تحليل جيوبه ليدفع المئة دولار المنصوبة على أهل بيروت وما تزال في ذمته.. وسلامٌ على المصطفى.