من بين خيوطِ فردان وحبسِ أنفاسِ باريس وآخِرِ مِيتةٍ للبغدادي سَحبتِ الكتائب الخبرَ إلى الصيفي لترمي بورقةِ وزرائِها في النفايات فبعد قليل يُنتظرُ أن يعلنَ الشيخ سامي الجميل الموقفَ النهائي من البقاء في الحكومة أو منحِها فرصةَ أنعاشٍ أخيرة قد تُحَدّدُ بزمنٍ محصور أجواءُ ما قبل الظهر كانت ترجّحُ إستقالةَ كلٍ من الآن حكيم وسجعان قزي من دون رمزي جريج غيرِ الملتزمِ حزبياً غير أنّ رسمَ الاستقالة على الساعة الثامنة مساءً فتحَ بابَ الوساطة لإقناعِ الكتائب بوقف التنفيذ والانسحابُ من الحكومة قرارٌ تُعللّه الكتائب بعدم بقائِها شاهدَ زور على مرحلةٍ فاسدة يتقدمُها ملفُ النفايات وتلزيماتِها. تَفرِض الصيفي أزمةً عمرُها عامٌ كامل كأولويةٍ للنقاش فيما البلد يَصرفُ الاهتمامَ على أمن المصارف بعد حادث بنك لبنان والمهجر وحيالَها خرجت كتلةُ المستقبل ببيانٍ كان يُحمّل حزبَ الله المسؤوليةَ المعنوية وقالت الكتلة إنه لا يمكنها أن تتجاهلَ الحملةَ الإعلاميةَ والسياسية التي شنّها الحزبُ ولا يزال على القطاع المصرفي اللبناني ظناً منه أنه بذلك يستطيعُ أن يُوقفَ التزامَ لبنان مقتضياتِ عضويتِه في النظام الماليّ العالمي لكن الحزب لم يعلّق حتى اليوم في إنتظار جلسةِ كتلتِه النيابية الخميس وما إذا كانت سوف تعتبر نفسها معنيةً بالرد أم إنها ستعتمد سياسة “راحة البال”. وفي بالٍ أكثرَ إنشغالاً فإن الحسابات المصرفية في بنوك الإرهاب الأوروبية ارتفعت ضريبةُ دمِها وتراكمت ديونُها في الولايات الأميركية فمن موقعةِ أورلاندو الأكثرَ دمويةً في تاريخ الهجمات، إلى ليلة الاحتجاز في باريس علاماتٌ تؤشر إلى أن المارد الإرهابي الذي تربّى في كَنف الغرب وأوروبا تحديداً قد خرج من القمقم وبات في المنازل والحربُ يبدو أنها طويلة على الرغم من إعلان أوباما هذا المساء أن داعش خسر أكثرَ من نصف أراضيه في سوريا والعراق.