لم ينتظروا هِباتِ سلاحٍ عربيّ كان فاسداً منذُ أولِ طلْقةٍ في فِلَسطين ولا هم تسكّعوا على أبوابِ معاهداتِ التسلّحِ الوهْميّ صاروخان فقط كانا كفيلَينِ اقتلاعَ إرهابٍ مِن قاعِه وبلوغَ قِمتِه في جرود عرسال .ولرموش عيونِ شهداءِ القاع وعلى اسْمِ عيسى المَسيح سُدِّدت رميةٌ جاءت برأسِ إرهابيٍّ كبيرٍ مِن تنظيمِ داعش وأرداهُ رجالُ اللِه في مَعقِلِه العسكريِّ دُفعةً أولى على حسابِ الثأرِ لشركاءِ الأرضِ والدم .جيل يقاومُ على الحدود وأجيالٌ تتخرّجُ اليومَ بأُفُقٍ بلا حدود دُفعةٌ على حسابِ الجامعات وشبابٌ سوف يصطدمُ بحاجزِ الوطنِ والوظيفةِ والوساطةِ التي تَدفَعُه الى خِياراتِ الهِجرة بمجردِ أن يَطّلِعَ شبابُ البكالوريا على صَفَقاتِ البلد فأنّهم سوف يجدونَ أنفسَهم في مزرعةٍ فَسَدَت حيواناتُها مِن زمن وأصبحَ لزاماً على وزيرِ الصحة وائل ابو فاعور أعلانُها مزرعة منكوبةً منهوبةً غيرَ مطابقةٍ لمواصفاتِ الُحكم نظرة واحدةٌ من جيلِ الثانويةِ العامةِ على الأسلوبِ المتّبعِ في الترقياتِ داخلَ الأجهزةِ الأمنيةِ سيكتشفونَ أنّ مَن ليس له زعيمٌ يحميه يصبحُ دورُه ثانوياً ترقياتٌ قاتلةٌ للطموحات وكلُّ مستزلمٍ ينال نَجمتَه عمداءُ بالتصرّف وآخرونَ يترّفعونَ على أكتافِ زملاءَ فاقوهم خِدمةً وخِبْرة حيثُ لا احترامَ للتراتبيةِ ولا تقديرَ لتضحياتِ الناس . والمُهمُّ أن يرضى الزعيمُ ويَسنِدَ ظهرَه إلى أزلامٍ أمنيةٍ زرعَها في السلكِ العسكريّ وهذه هي الحالُ أيضاً معَ السِّلكِ القضائيّ. وماذا نقولُ لشبابِ الغدِ عن نِفطِ الغد ؟ حيث حزبانِ سياسيانِ اتّفقا على بَدءِ التنقيب لكنْ إذا كان جبران باسيل وزيراً سابقاً للطاقة عندما اكتُشفَت طاقةُ النِّفط فما دورُ الرئيس نبيه بري في عمليةِ الاستخراج وتحديدِ البلوكات والغطسِ بحراً وبراً في مِلفٍّ يَعني كلَّ اللبنانيين ؟؟ وأحدُ أهمِّ الأسئلةِ كيف أَقفل بري أبوابَ النِّفطِ والغازِ أربعَ سنواتٍ متتالية أي ولايةً كاملةً ومنعَ الاقترابَ مِن حقولِها مشترطاً تلزيمَ البلوكاتِ دُفعةً واحدةً وعدمَ تجزئتِها على دُفُعات جّمدَ المراسيم في انتظارِ تَبيانِ الحِصة وسار عكسَ التيارِ الوطنيِّ الذي كان يسعى لتلزيمِ البلوكات على مراحلَ ووَفقاً للشروطِ الدَّولية لطرح مناقصات عالمية شفافة لكنْ أيُّ تطورٍ دفع بري الى السيرِ بمراسيمِ النِّفطِ وَفقَ ما كانَ يطلبُه باسيل ؟ ثمةَ زياراتٌ أميركيةٌ بريطانيةٌ روسيةٌ لعين التينه ضَغطت باتجاهِ البَدءِ بالتلزيم وعلى دُفُعات فخَرَجَ المِلفُّ من دائرةِ الإقفالِ التامّ ودخل في مرحلةِ تحريكِ المراسيم تفاهمٌ على النِّفط سيليهِ تفاهمٌ على الكهرَباءِ المُعلقةِ على عمودِ خلافٍ بينَ بري والتيار حيثُ يعيشُ اللبنانيونَ ظلاماً دامساً قُرباناً لظلامةٍ سياسية.