Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 10/7/2016

بين فراغٍ فرضته عطلةُ الأعياد لأسبوع وفراغٍ فَرضه تعطيلُ السياسيين لسنتين زيارةٌ بجَعبةٍ فارغة يَفتتحُها الأسبوعُ الطالع باستقبالِ وزيرِ الخارجية الفرنسي “جان مارك إيرولت” الزائرُ الفرنسي سيَقضي يومين في ربوعِ صيفِ لبنان سيختلي ويستمع ويستمتع ربما يُنبّه ويُحذّر ويُبدي قلقاً لكنّ “إيرولت” لا يملِكُ عصاً سحرية ولا يحمِلُ ترياقاً تركيبتُه لم تُنجزْ بعد في المختبراتِ الدولية وكانتِ الزيارةُ لتكونَ ذاتَ جدوى لو كانت وُجهتُها طهران والرياض عندها كان ليفعلَ “إيرولت” فِعلَه لا أن يعودَ خالي الوِفاض وبإسمٍ مستعار، بعد زيارةٍ لا لونَ ولا طعمَ ولا رائحة لها. وفي موازاةِ الدبلوماسية الفرنسية تدورُ المحركاتُ في السرايا وساحةِ النجمة بجلستينِ لمجلسِ الوزراء، وبينَهما جلسةُ تمديدِ الفراغ في بعبدا المسحوبِ على مجلسٍ نيابي يُسابِقُ الوقتَ للتمديدِ لنفسِه مُمسكاً العصا من نِصفِها، عبْرَ تعويمِ قانونَي الستين والمختلط وهما وَجهانِ لعُملةٍ واحدة تُصرَفُ في التآمرِ على الدولة ونهبِ المالِ العام وتوزيعِ المصالحِ والمنافع وبقاءِ الطبقةِ الحاكمة متحكمةً بالبلادِ والعِباد هذه الطبقةُ لم تَهتزْ ذاتَ انتخاباتٍ بلدية لأصواتِ التغيير التي اختَرقت حُصونَها ولعلَّ العقلاءَ منهم قد تَهُزُهم صَحوةُ الضمير ويَستمعونَ إلى رسالةِ بابا روما حين قالَ للفقراء: “صَلّوا من أجلِ المسؤولينَ عن فَقْرِكم لكي يَتوبُوا”. قد تفعلُ صلاةُ التوبةِ فِعلَ صلاةِ السلام التي كَفّت يَدَ الكونغرس الأميركي عن ضربِ سوريا لكنْ هلْ مِن صلاةٍ قد تَردعُ بلدَ الألفِ مِئذنة منَ الارتماءِ في الحِضنِ الإسرائيلي؟ بعدَ تسعِ سنواتٍ على آخرِ الزياراتِ المِصرية للأراضي المحتلة. وزيرُ الخارجيةِ المِصري سامح شكري يقفُ على أرضِ القدس المحتلة يَشكو الإرهابَ لصانعي الإرهابِ وأسيادِه في العالم ومن دونِ أن يَمُرَّ ولو مرورَ الكرامِ على الإرهاب الذي يَضرِبُ مِصرَ وسَيناء والمختومِ بعبارة “صُنِعَ في إسرائيل” طَمأنَ نتنياهو إلى تحقيقِ حُلُمِ الشعبِ الإسرائيليّ عبْرَ إحياءِ عمليةِ السلام وهي رَميمُ نتنياهو أَطرقَ السَمْعَ لشكري وهَزّ لهُ الرأس لكنّ عينَه مُصوبةٌ على مَصبِّ النيل وأحواضِه ويَرسُمُ خريطةَ طريقٍ لسحبِ مياهِ النيل من تحتِ أقدامِ مِصر. شكري مُهتمٌ بأمنِ إسرائيل ونتنياهو يقودُ معركةَ الأمنِ المائي ضِدَّ مصر من أبوابِ أفريقيا، التي زارَ من دُولِها أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا وكلُها تقعُ على مَنابعِ حوضِ النيل مُشجعاً للزراعة ومُسوّقاً للتكنولوجيا الإسرائيلية في مجالاتِ الزراعة والمياهِ والأمن ناسِجاً بعدَ ثلاثينَ عاماً على آخرِ زيارةٍ لمسؤولٍ إسرائيلي قِصةَ حُبٍ جديدة معَ أفريقيا تنتهي بقتلِ أُمّ الدُنيا عطشاً.