IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 11/7/2016

aljadeed

لم تكن فتاةُ الزاهرية لتقرأَ طالَعَها بفِنجانِ ماضيها لكنَّ القدَرَ شاءَ لها أن تولَدَ لعائلةٍ مفكّكة وتتربّى في حِضنٍ رديف وتتلمّسَ صِباها في بيئةٍ وإن كانت مُحافِظةً ولها تقاليدُها فإنّ على البيئةِ نفسِها واجباتٍ تُجاهَ جيلٍ شابٍّ خَبَرَ الحِرمانَ عن ظهرِ إهمال وصارعَ الفَقرَ والبِطالةَ كمَن يصارعُ طواحينَ الهواء وتُركَ يُكابدُ المجهولَ ليَصرِفَ كَبتَه بتحويلِه تارةً إلى نارٍ لبارودِ المتاريس وطَوراً بغَسلِ الدِّماغِ والالتحاقِ بالإرهاب أو هرباً إلى مشاربِ الأرضِ بَحثاً عن أملٍ بديلٍ يَبني له وطناً في غُربة. حولَ فتاةِ الزاهرية تعدّدتِ الروايات وفي مُطلقِ الأحوال فإنّ الضحيةَ والجلاد ضحّيتا مجتمعٍ لبنانيٍّ بأسرِه يحتاجُ إلى إعادةِ تأهيل مِن القاعدةِ إلى رأسِ الهرَم فالطبَقةُ السياسيةُ لا تَقِلُّ إجراماً بحقِّ البلاد وهي التي اغتَصبتِ السلطةَ عقوداً بدّدتِ المالَ العامّ واستأثرَت بالحُكم وها هي تسابقُ الوقتَ لتتربّعَ على تمديدٍ ثالثٍ ستينيٍّ أو مُختلِط لا فَرقَ ما دامَ يضمنُ بقاءَها على قيدِ الحياة وفي هذهِ الطبقة فإنّ جان مارك “إيرولت” لن يفعلَ فعلَه ويَجترحَ معجزةً مِن رَحِمِ الفراغ فالهمُّ الرئاسيُّ سيُبحثُ على هامشِ زيارةِ الناقورة والاتفاقُ الإيرانيُّ السُّعوديُّ إذا ما صدَقَ وسَلَكَ فلا يحتاجُ إلى وسيط بل يُنقلُ بالبريدِ السريعِ إلى الأطرافِ المعنية. وإذا كان قلبُ الأمِّ الحنونِ على لبنان فإن قلبَ أمِّ الدنيا على الحجَر وما يؤلمُ أنّ قاهرةَ المُعزِّ أذلّت نفسَها وارتَمت في الحِضنِ الصِّهيونيّ وبَلَغَ الانسجامُ بينَ سامح شكري وبنيامين نتياهو حدَّ متابعةِ مباراةِ فرنسا البرتغال في غرفةٍ واحدة فيما ردُّ الزيارةِ قائمٌ على قدَمٍ وساق وستستقبلُ مِصرُ نتنياهو استقبالَ الزعماء ليثرثرَ فوقَ النيلِ قبلَ أن يَقطَعَ شِريانَه الحيَويَّ ويُميتَ مِصرَ ظَمَأً ولعلّ أبرزَ تعليقٍ على زيارةِ المَهانَةِ قولُ الرئيسِ سليم الحص: “توسّمنا خيراً بالقيادةِ المِصريةِ لتعيدَ الحياةَ إلى شرايينِ العملِ القوميِّ العربيِّ فأصابتْنا بالإحباط ولا يَليقُ بمِصرَ إلا أن تكونَ رائدةَ العملِ العربي”. لكنّنا في تموز ولتموزَ معنا حكايةُ عزٍّ ونَصر “هزّ الدني” سنتذكرُها كي لا ننساها ويوماً بيومٍ سنَرويها في مساءاتِنا كل ليلة قبل النشرة المسائية على مدى ثلاثةٍ وثلاثينَ يوماً.