Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الثلاثاء في 12/7/2016

عقد على صدق الوعد، عشر سنوات مضت على عدوان انتهى بنصر شعب وجيش ومقاومة وعلى مدارها كان تموز يسلم حكاياته لآب، ثلاثة وثلاثون يوما، عاش فيها لبنان تحت النار برا وبحرا وجوا، وعاش فيها العدو الاسرائيلي تحت ربع المفاجئات، لكن الحرب على لبنان لم تنته بانتهاء مفاعيل العدوان وهي اتخذت شكلا جديدا اسمه الارهاب الذي يضرب في العمق ويتربص عند الحدود ويحرك ساكنا في الخلايا النائمة متى دعت الحاجة.

وعلى مكافحة الارهاب يخوض الجيش اللبناني ومعه سائر الاجهزة الامنية حروب يومية وسجل عداد التوقيفات توقيف الف وخمسمئة ارهابي على الاراضي اللبنانية، فماذا يفعلون بالبلاد لو لم يقبض عليهم؟

في القضاء ثمة قضايا سلكت الى المحاكمة، وفي السجون من ينتظر حكم المحكمة، وعلى سيرها انعقدت اليوم جلسة احمد الاسير، في الجلسة سجالات حادة زاد من صخبها استعراض اداه الاسير برفع قميصه امام القاضي، وخارج الجلسة عائلات شهداء لن يرتضوا بغير الاعدام حكما عادلا، اما في السياسة فعود على بدء، جلسة وزارية على مالية دولة غابت موازنتها عشر سنوات.

الوضع المالي جمع في ملف وعليه كانت سلسلة مواقف من التكتلات السياسية، فوزير الاشتراكي وصفه بالنعوة المالية ووزير التيار الوطني قال ان اليوم هو للنقاش وما من اجراءات اخرى ستطرح، اما وزير حزب الله فربط البحث في المالية العامة بالبحث في النفط من جهة والازمة الاقتصادية من جهة اخرى، ليرحل النقاش المالي الى الاثنين المقبل.

الافلاس المالي بالافلاس السياسي يذكر، ومن زارنا بنية انهاء الفراغ يغادرنا وقد زاد الفراغ فراغا، اللهم اذا استثنينا قصر الصنوبر الذي امتلأ بالامس بالسياسيين واضدادهم، حركة الزائر الفرنسي دارت بين بكركي والسرايا وعين التينة وقصر بسترس لتنتهي بإقرار إيرو بعجزه، وبعدما ضاع في التركيبة اللبنانية رمى الطابة في ملعب اللبنانيين واعلن استسلامه قائلا ان الحل بيدكم.

استسلام الام الحنون يعيدنا بالذاكرة الى احد السفراء البريطانيين السابقين في بيروت الذي تبوء منصبه متكئا على شهادة اختصاص بالوضع اللبناني نالها من اعرق الجامعات البريطانية، هذا السفير استقر في لبنان خمس سنوات، وعند الانتهاء من خدماته اقيمت له حفلة وداعية، وفي الحفلة سأله احد الصحافيين الان ستعود الى بلادك وقد ازددت خبرة بالوضع اللبناني، وكان الجواب كنت اعرف بالشؤون اللبنانية اكثر بكثير ولعل ايرو من الاشارة يفهم.