Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 14/7/2016

بينَ مجلسِ نوابٍ معطَّلٍ إرادياً ومجلسِ وزراءَ عاجزٍ سياسياً تسيرُ البلادُ على ما يقدّرُ السياسيون تُعقَدُ جَلَساتُ تقطيعِ الوقت تُرمى الملفاتُ الخلافيةُ في لجانٍ أو على جداولِ الأعمالِ المؤجّلة إلى أن تأتيَ مشيئةُ التوافقِ فتَسلُكَ طريقَها إلى الحلولِ بقدرةِ تقاسمِ المنافعِ والحِصص وهذا ليسَ بالجديدِ على بلدٍ يرزحُ منذ عقودٍ تحتَ حُكمِ مافيا سياسيةٍ تحكّمت بمفاصلِ الدولةِ ومرافقِها تنازعَت على المكاسب حتى آخرِ كيسِ نُفاياتٍ مَرميٍّ على قارعةِ الصّفَقاتِ المغلّفةِ بمجلسٍ شُبّه له الإنماءُ والإعمارُ وتحوّلَ إلى صورةٍ مصغرةٍ عن حكمِ زعماءِ الطوائف وبعدما كان لكلِّ طائفةٍ مجلسُها أو صندوقُها أصبحَ لكلِّ زعيمٍ مقاولٌ يمثّلُه في مجلسِ استغلالِ السلطةِ ونهبِ المالِ العامِّ المُنظّمِ وتقاسمِ المشاريعِ ذاتِ الرَّيعِ الشخصيّ وقد ثَبَتَ بيقينٍ ما نشرتْه جريدةُ الأخبارِ عن “بارونات” مجلسِ الإنماءِ والإعمار فإن المجلسَ محكومٌ مِن خمسةِ أشخاصٍ انتهت ولايتُهم منذ خمسِ سنوات مُدّد لهم بفتوى صادرةٍ عن سهيل البوجي لا بقرارٍ وزاريّ وعلى رأسِهم رئيسُ المجلسِ نبيل الجسر المحسوبُ على الرئيس فؤاد السنيورة والقادمُ مِن إرثِ الحريري ونائبِ رئيسِ المجلسِ ياسر بري شقيقِ الرئيس نبيه بري وفي المَقامِ يَحضُرُ المقال: ماذا لو لم تُنهَبْ مُقدّراتُ الدولة؟ ولم يَضعِ السياسيونَ اللبنانيينَ تحتَ دينٍ بَلَغَ أكثرَ مِن اثنينِ وسبعبنَ مليارَ دولار؟ هل كان الرئيس نبيه بري ليُطالبَ المغتربينَ بطَوقِ نجاة بقولِه لمؤتمرِ الاغترابِ الاقتصاديِّ المنعقدِ في بيروتَ: لم يعدْ لدينا في الوقتِ الحاضرِ مِن أملٍ سواكم لكنْ أيُّ أملٍ سيتحقّقُ في بلد “مصيبة المصائب” فيه تعطيلٌ لجميعِ الاستحقاقاتِ الدستورية وإذا كان مالُ المغتربِ يَسنُدُ خابيةَ المقيم فإنّ ذمةَ العربِ واسعة ولن نحصُلَ مِن وعودِ قِممِهم لا على رأسِ مال ولا على فوائد اليومَ تكلّم بري وغداً قد لا يبقى عربيٌّ ليوجّهَ الكلام إليه فبعضُ العربِ متآمر وبعضُ العربِ متخاذل وكلُّ العربِ زَحفاً زحفاً نحوَ التطبيعِ معَ إسرائيل فتل أبيب فَتَحت قنواتٍ مِن تحتِ الطاولة ومن فوقِها معَ دولٍ عربيةٍ وخليجيةٍ على قاعدةِ مواجهةِ التهديداتِ المشتركة وإستراتيجيةُ بنيامين نتنياهو تقومُ على عقدِ مؤتمرٍ إقليميٍّ يكونُ مَدخَلاً إلى التطبيع ويَفتحُ أبوابَ العواصمِ العربيةِ أمامَ إسرائيل أما القضيةُ الفِلَسطينيةُ فتبقى على طاولةِ التفاوضِ إلى ما يشاءُ المفاوضون.