Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 15/7/2016

ليلة الرابع عشر من تموز ثكلت الام الحنون بإحدى مدنها، نيس، حاضرة البحر الابيض المتوسط وملتقى السياح شرقا وغربا كانت تستعد للاحتفال بالعيد الوطني قبل ليلتها الى ليلة دامية، شارع برومناد ديزانغليه الذي يعج بالسياح كان مسرح الجريمة التي نفذها فرنسي من اصل تونسي وبأسلوب مبتكر في تنفيذ العمليات الارهابية قاد شاحنة صغيرة اخترق الجموع دهسا فصرع اربعة وثمانين واوقع اكثر من مئتي جريح من مختلف الجنسيات، حتى اللحظة بقي منفذ العملية محمد بو هلال يتيم الفعل، اذ لم يتبنى اي تنظيم ارهابي عملية الدهس، لكن كل الدلائل تشير الى ان عملية نيس تدخل في سلسلة العمليات الارهابية التي ضربت فرنسا وبلجيكا وغيرهما وانها حلقة من مسلسل الرعب الذي تعيشه اوروبا والغرب يوميا بالطرود والحقائب والعبوات المشتبه فيها، وكل اصابع الاتهام تشير الى عقل ارهابي دبر عملية نيس التي جاءت بعد رسالة تحذير وجهها رئيس مجلس منطقة الالب الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من امكان وقوع هجمات ارهابية على الساحل الجنوبي من فرنسا وبخاصة في نيس، وطالبه بتعزيز صفوف الشرطة واستبدال الاسى والحزن بالتحرك الفاعل لحماية الفرنسيين، واذا كان الاسلام براء من الهمجية التي تقتل باسم الدين الشيعة والسنة والمسيحيين والازيديين وكفه نظيفة من حمام الدم الذي يستسقي الدم في سوريا والعراق وليبيا واوروبا، فان في فرنسا من وضع الاصبع على الجرح، ففي تعليق له قال الفيلسوف الفرنسي ميشال اونفريه “تقصفون بلادهم وتشردون ابناءهم وترسمون نبيهم في ابشع الرسوم وتساندون المسيحيين الافارقة وتسلحونهم ليقتلوا المسلمين في مالي وافريقيا الوسطى ثم تظهرون بمظهر الضحية، لا تخدعوا انفسكم فلن يصدقكم الا الاغبياء والمنافقون”، ولعل شهادة شاهد من اهله تفتح ابواب النظر الفرنسية للبحث في الاسباب قبل النتائج، ففي بلد الحريات وشرعة حقوق الانسان ثمة من يعيش في الضواحي على هامش الحياة يعاني الظلم والتهميش ويتحول الى قنبلة موقوتة تتخذ شكل الاحتجاج بالقتل او الالتحاق بالارهاب في دولة بدأت تحصد ما زرعته في العراق وسوريا وليبيا، غذت الارهاب الديني واستخدمته ورقة في النفوذ والمكاسب وها هي تلدغ من جحره مرتين.