Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 15/12/2014

“ما طلِعْ ضو” على رهائنِ مقهى سيدني حتى كانتِ الشرطةُ الأُستراليةُ قد أحكمتِ الطَّوْقَ على الجهةِ الخاطفةِ واقتحمَت وحرّرتِ الرهائنَ وقتَلت خاطفَهم.

هي ساعاتٌ إرهابيةٌ عصيبةٌ عاشها الأُستراليونَ وتشاركوا فيها الخطرَ الأسودَ ورايةَ الدولةِ الإسلاميةِ مع الدولِ العربيةِ المخطوفة بعلمٍ يدّعي أنْ لا إلهَ إلا الله ومِن تجرِبةِ سدني الخاطفة تَجري رؤيةُ الحل .. حيث لم يظهرْ على الساحةِ الأستراليةِ مفاوضونَ سياسيون ..ولا هيئةُ علماءَ مسلمينَ أستراليين .. ولم تَتدخّلِ الدولُ للرعايةِ ولم ينبعثْ وسطاءُ لفضِّ العروض .. لم تجتمعْ خليةُ أزْمةٍ ولم يخرجِ الأهالي إلى شوارعِ سيدني ليُحرقوها إستجابةً لطلبِ الجهةِ الخاطفة كلُّ ما في الأمرِ أنّ المِلفّ تَسلمتْه الشرطة .. وعَزَمت على الحلِّ بالاقتحامِ وهي تُدركُ أنّ هذا الخِيارَ ربما يكلّفُها حياةَ الرهائن . بعيدون في لبنانَ عن مثلِ هذا الحسمِ بُعدَ بيروتَ عن سيدني ..

ومعَ مرورِ خمسةِ أشهرٍ على أزْمةِ اختطافِ العسكريين ما زلنا تحتَ الصِّفر خمسةُ أشهرٍ بخمسةِ شُهداءَ قَضَوا ذَبحاً ورمياً بالرصاص وحتى عندما حاولنا التفاوضَ أشعنا سرَّه وأكثرْنا مِن سُعاةِ خيره إلى أنِ احتَرقتِ الطبخة .. ولم نفاوضْ كما تفعلُ الدول .. لم نَتْبعْ أسلوبَ تُركيا مع أزْمةِ مخطوفيها حيث لم يُسمعْ للاهالي صوت .. ولم نَحتذِ بالطريقةِ الفرنسيةِ في مالي ولا بتفاوضِ الأميركيين معَ حركةِ طالِبان أو بأزْمةِ الرهائنِ الأستونيين في لبنان ونهايتِها الإيجابية .. وصولاً الى تفاوضِ حماس معَ إسرائيلَ الذي بقيَ سرياً يَلُفُّه التكتّمُ.

أصبحنا مأسوريَن على الجهتين .. إرهابٌ في الخارجِ يهدّدُ حياةَ العسكريين ..واحتضانٌ لأوامرِ الأرهابِ في الداخلِ مِن خلالِ تحريكِ الأهالي واستعمالِهم أوراقَ ضغطٍ في الشارع هاتفٌ واحدٌ من الجرد كفيلُ بقطعِ طرقاتٍ وإحراقِ دواليب ومتى تراجعتِ الحركةُ أجّجها مدّعو صلةِ ذووي القُربى معَ العسكريين .. فيخطَفون المَنابر ويسمحون لأنفسِهم بإلباسِ الأهالي ثوبَ داعش .. وأسرِهم مرّتين.

ولليوم الثاني نكرّرُ أنّ الوثائقَ الثبوتيةَ تبيّنُ أنْ لا صلةَ قربى بينَ الشيخ عُمر حيدر والأهالي فهو لا يَمُتُّ بالنسَبِ إلى أيٍّ مِن المخطوفين و معَ ذلك خطِف مِذياعاً خمسةَ أشهرٍ وأسهلَ محاضراتٍ وتَعليماتٍ وآوامرَ ووَضَعَ وقدّم طلبَ انتسابٍ إلى الدولةِ الإسلامية باسمِ أهالي المخطوفين وإذا كان ثمةَ مَن يعتبرُه روحَ الثورة وأخاً رُوحياً للعسكرِ المخطوف فإنّ كلَّ لبنانيٍّ هو ضنينٌ على القضية .. وأنّ العسكريين هم أبناءُ مؤسساتٍ وطنية .. ومِن مسوؤليةِ الجيش إنقاذُ أولادِه من الخطر .. وليرتحْ كلُّ مَن يُتعبُ نفسَه بلا طائل. وكفى تجارةً باسمِ الأهالي وقضيتِهم النبيلة .. ولْنساعدْهم على إخراجِهم من الشارعِ لأنّهم سبق أن أَعطَوا الخاطفينَ مطالبَهم بإغلاقِ الطرقاتِ وقَطعِها وحرقِها ولم يَجنُوا سِوى تقطيعِ رِقابِ خمسةٍ من أبنائهم حِرصاً على البقية .. صوناً للقضية .. سلّموا المِلفَّ لأصحابِه .. وانتظروا في منازلِكم ..