في غيابِ العربِ وتيمُّمِهم بالشَّطرِ الإسرائيليّ كان السيد حسن نصرالله أميناً عاماً للقضيةِ الفِلَسطينيةِ مهاجماً التطبيعَ معَ إسرائيلَ بالمجان وفي غيابِ المحاسبةِ والدورِ الحكوميّ كان نصرالله أميناً عاماً لمجلسِ الوزراءِ (من دون قياس أو تشبيه) فاتحاً مِلفاتٍ يَقرَبُها للمرةِ الأولى كالهدْرِ في الإنترنت غيرِ الشرعيِّ الذي لامسَ مِليارَ دولار وتلوّثِ مياهِ اللَّيطاني ورفعِ الغِطاءِ عن أصحابِ المراملِ مِن قبلِ الأحزاب والمُدنِ العطشى ورفضِ زيادةِ أيِّ قُرشٍ على الضريبةِ قبلَ فتحِ مِلفاتِ الفساد واستعادةِ أموالِ الدولةِ المنهوبة: مالٌ وماءٌ وكهرَباءُ وفسادٌ وإنترنت ولَيطاني وقِرعون حتى كاد نصرالله يسيرُ بعبارةْ “وينيي الدولة”. الأمينُ العامُّ على كلِّ هذه القضايا تحدّثَ بلغةِ الناس وحرّك الحكومةَ للمبادرةِ واتخاذِ موقفٍ مما يَجري في بلدةِ الغجر التي هيمنَت عليها إسرائيل وإذا كانت رسائلُ نصرالله إلى الداخلِ مقروءةً فإنّ حروفَه للخارج قد لا تغيرُّ في مسارِ التطبيعِ شيئاً ما دام العربُ قد فهِموا عبارة زحفاً زحفاً حتى القدس على طريقتِهم فأرادوها زحفاً زحفاً نحو تل أبيب والكنسيت الإسرائيليّ وبدلّوا وجهةَ القضية وقدِ انتقد نصرالله السُّعوديةَ تحديداً على هذا المَسار لكونِها تقدّم نفسَها على أنّها دولةُ الإسلام والمؤتمنةُ على أرضِ الانبياء دولةُ القرآنِ والحرَمينِ الشريفين وهذا سوف يُعطي بقيةَ الدول العربية ذريعةً للجنوح نحوَ التطبيع لأنّ المملكة فعلتْها وانتقلَت بالعلاقةِ معَ إسرائيلَ مِن السرِّ إلى العلن واعتبر نصرالله أنّ السعوديةَ تُصِرُّ على نهجِها في الحروب وستُهزَم مؤكّدًا أنّ أهميةَ ما يجري في حلب اليومَ يرتبطُ بإسقاطِ المشاريعِ الإقليميةِ والأحلام الإمبراطورية ورأى نصرالله أنّ الثقافةَ الارهابيةَ هي نفسُها وإن تغيّرت وجوهُها وعلى طريقةِ تركِ ممرّاتٍ آمنةٍ للهرب فتح نصرالله نافذةَ عبورٍ سياسيٍّ للملكة وقال إنّ أمامَ السعوديةِ وحُكّامِها فرصةً للتدارك فاليمنيُّ جاهز للتفاوض والبحرينيُّ والسوريُّ والإيرانيُّ والعراقي ُّكذلك فكونوا شركاءَ في معالجةِ أوضاعِ الِمنطقة.