لا رئاسة لكن تفقّدُها رحمة والإطلالةُ عليها جاءت من الرياض بلقاءِ الرئيس سعد الحريري ومرشحِه الرئاسيِّ الدكتور سمير جعجع حيث جرى التشديدُ على أهميةِ تهدئةِ الأجواءِ السياسيةِ والحفاظِ على الأمنِ والاستقرار لتأتيَ الانتخاباتُ الرئاسيةُ ثانيةً في الأهميةِ إذ تُركت لمواصلةِ التشاورِ للخروجِ مِن المأزِقِ والإسراع في انتخابِ رئيسٍ للجًمهورية.
ومن البديهيّ ألا تكونَ الرئاسةُ قد بُحثت في لقاءِ جعجع رئيسَ جِهازِ الاستخباراتِ السُّعوديةِ الأمير خالد بن بندر آل سعود لأنّ صناعةَ الرؤساءِ لا يُفترضُ أن تكونَ مِن تخصّصِ المخابرات.
والموقفُ السُّعوديّ مِن الفراغِ الرئاسيّ حدّدَه مِن بيروتَ السفيرُ السُّعوديُّ علي عواض العسيري الذي قال للجديد إنّ الممكلةَ لم ولن تتحدّثَ عمّن سيكونُ الرئيس فهذا خِيارٌ لبنانيٌّ ومسيحيٌّ بالدرجةِ الأولى وعلى المسيحيينَ ترميمُ العَلاقةِ فيما بينَهم.
كلامٌ خاضِعٌ لعواملَ زَمنيةٍ ولمرحلةٍ لم تَحِنْ بعد تُخصَّبُ فيها الرّئاساتُ بجُملةِ النوويِّ والاتفاقِ الدَّوليِّ الإيرانيِّ الذي يعكِسُ نفسَه على العَلاقةِ السُّعوديةِ الإيرانيةِ مَربِضِ فَرسِ الحلِّ اللبنانيّ.
وإذا كانَ المشهد الرئاسيُّ لدى سمير جعجع غيرَ محسومٍ في الرياض فإنّ نوابَه حسَموا في بيروت وعلّقوا مشاركتَهم في اجتماعاتِ لَجنةِ التواصلِ التي تبحثُ في قانونِ الانتخاب.
جورج عدوان أوقفَ الالتهاباتِ التي كانت تتمدّدُ في الجسمِ المريض وقال إما تعيينُ جلسةٍ عامةٍ لإقرارِ القانون وإما تعليقُ المشاركة.
موقفٌ يُحتسَبُ للقواتِ التي شنّت عدواناً على هدْرِ الوقتِ والتلاعبِ بالناخبِ والمرشَّحِ والاستحقاقِ الذي لو أرادوه لاخترعوه ولم يمدّدوا.
إستحقاقٌ أبعدُ مدىً هو ذلك المنوي إتخاذُه تحت سقفِ مجلسِ الأمن إذ سيطلبُ الرئيسُ الفِلَسطينيُّ محمود عباس الأربِعاءَ التصويتَ على مشروعِ قرارٍ لإنهاءِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ للأراضي المحتلةِ عامَ سبعةٍ وستين.
طَلبٌ سيصنّفُ تاريخياً بعد إقفالِ الأبوابِ أمامَ السلطة يرفعُه أبو مازن في وجهِ الأمم وهو يُدركُ أن ورقةَ الفيتو الأميركية سترفعُ في وجهِه لكنْ لا خِيارَ آخرَ أمام الرئيسِ الفِلَسطينيّ فلْيُنهِ الاحتلالَ ولو رمزيا وإن سقطَ المشروعُ فلينضمَّ إلى المحكمةِ الجنائيةِ الدَّوليةِ التي ستضعُ رؤوسَ قادةٍ إسرائيليين تحت المِقصلةِ وتَجعلُهم أسرى مطارِ بن غوريون من دونِ أن “تساورَهم نفسُهم” على المغادرةِ لأنّهم سيصبحونَ مُجرمي حرب وهم كذلك.
أبو مازن إضرِبْ عدوَّك بك بشهداءِ فِلَسطين بجَرحاهم بزيتونةِ زياد أبو عين شهيدِ الأرض الطيبة وحاصِر العربَ لا مفرُ أُحشُرْهم في خِياراتِهم الأميركيون ضِدُّك فسَجّل أنت عربي واحتَسب عددَ الأصواتِ العربيةِ التي ستؤيّدُك ولْيُطلعْك نبيل العربي على موقفِ جامعتِه العربية ولْتُخبرْنا دولُ الخليج بنِفطِها وأموالِها ما هي فاعلةٌ معَ الأميركيين.
العربُ استعارَت حرفين يا عباس لكنّ العارَ سيبقى عاراً مع وقفِ التنفيذ وفي انتظارِ قرارِ مجلسِ الأمنِ إنهاءَ الاحتلال.