IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 12/8/2016

aljadeed

من حارةٍ في بلدٍ تحوّلت قلوبُ أبنائِه إلى صخر لعلعَ رصاصُ شقيقٍ مُقعدٍ فأردى شقيقتَه وانتَحر الجريمةُ في دولةِ الفلتانِ السياسيِّ والاجتماعيّ أصبحت خبرَنا اليوميّ. مَنِ المسؤول؟ سؤالٌ قد لا نجدُ جواباً له في دولةٍ مفكّكةٍ مِن رأسِ هرَمِها إلى أصغرِ بُناها العائلية ومجتمعُنا كدولتِنا استحالَ عُصفوريةً قد يَستعصي فَهمُها على عُتاةِ المحلّلينَ النفسيين كلَّ صبيحةٍ تَسقطُ ضحية العدّادُ يُسجّل الأمنُ يحقّق تُغلقُ القضيةُ على جريمةٍ بلا عِقاب وإذا قال القضاءُ كلمتَه فيكونُ الحكمُ نزهةً في سِجن يخرجُ بعدَها الجاني “ويا دار ما دخلك شر”. ومِن الذين قَتلوا نَفْساً بغيرِ ذنب إلى الذين قاتلوا وكانوا قادةً ووَقوداً لحروبِ المحاورِ في طرابلس ففي حارة البرانية طُوِيتِ الصفحةُ الأخيرةُ بإطلاقِ سراح زياد علوكي آخرِ الذين قادوا وشاركوا في أحداثِ جبل محسن وبابِ التبانة لكنَ البابَ بقيَ موارباً للأخذِ بالثأر إذ توعّد علوكي بمحاسبةِ كلِّ مَن تاجرَ بهم وكلِّ مَن تآمرَ عليهم وكذلك فعلَ قائدُ محورِ ستاركو سعد المصري الذي وجّه رسالةً إلى الجبلِ قائلاً “إنْ عدتُم عدُنا”. جَمرٌ تحت الرمادِ في طرابلس وصراعٌ وشيكٌ في طرابلس الغرب بينَ حرَسِ المُنشآتِ النِّفطيةِ والجيشِ الموالي لحكومةِ شرقيِّ البلادِ قربَ الزّويتينة أحدِ أهمِّ ثلاثةِ موانئِ نِفطٍ في شرقيِّ البلاد ما دفعَ ستَ حكوماتٍ غربيةٍ هي فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وأميركا، وإيطاليا وبريطانيا، إلى إصدارِ بيانِ قلَق والدعوةِ إلى تجنّبِ أيِّ عملٍ هجوميٍّ قد يُخرّبُ البُنيةَ التحتيةَ في ليبيا وهو قلقٌ أقبحُ وأوقحُ مِن ذنبٍ ارتكبتْه الدولُ نفسُها بتدميرِ ليبيا وتَفتيتِها على مرأى ومَسمَعِ عربٍ مزّقَهم غربٌ قبائلَ تتناحرُ وطوائفَ تتقاتل وإذا ما دَبّتِ الحَمِيَّةُ في نفوسِهم فيقتلُ بعضُهم بعضاً. ومِن القتلِ إلى الغزل فبعدَ اللقاءِ الروسيِّ التّركي خَطَفَ ظريف رجلَه إلى أنقرة وصافحَ الشقيقُ الشيعيُّ شقيقَه السُّنيّ على وعدِ التعاونِ في الشأنِ السوريّ ذَهبت تركيا إلى روسيا وجاءت إيرانُ إلى تُركيا والبابُ العالي بدأَ ينفتحُ على الحلول.