Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 22/8/2016

ترجّل أيوب الغناء والطبيبُ المُغْربي لم يُسعفِ “الموجوع صرلو سنين” بعدَ الليلة لن يسأل عليه الليل والرّبابة ستَدُقُّ فقط لغيابِه سمير يزبك صاحبُ الحَنْجرةِ الماسية خانَه الصوتُ فأقعدَه عنِ الغناء. ذاتَ صِدفةٍ سَدلت له فيروزُ شعرَها في صالون جوزيف عتيق ليمشّطَه دندن على مسامعِها وهكذا سلكَ طريقَه إلى كورال الرحابنة ومدرستِهم التي أثقلتْه صوتاً وموسيقى ومِن ثَمّ إلى خشَبِ المسارح ليَحجِزَ لنفسِه مكانةً بينَ قاماتِ الغناء وعمالقةِ الفن. عاش يزبك بلا سميرٍ يؤنسُ سنواتِ الصمت بلا صوت وكما عاش رحل عائداً إلى رمحالا وإن مرَّ أحدُهم “بهاك الحي ما ينسى يسأل عنو”. فنان لم يُنصفْه زمانُه وضحيةٌ قد يُنصفْها قضاءٌ بعدَ قَدَر كتبت نهايته على يدِ زوجِها وقاتلها منال عاصي خرجت قضيتُها من المحكمة الجنائية بحُكمٍ مخفّفٍ على زوجهِا واليوم أعادت المحكمةُ التمييزيةُ القضيةَ إلى المربّعِ الأول إذ تقدّمَ النائبُ العامُّ لدى محكمةِ التمييز القاضي سمير حمود بطلَبِ نقضِ القرارِ الصادرِ عن محكمةِ الجنايات وطلَب إلى محكمةِ التمييز الجزائيةِ قَبولَ طلبِ النقضّ شكلاً لورودِه ضمنَ المُهلةِ القانونيةِ مستوفيًا شروطَه الشكليةوإذا كان الغدُ لناظرِه قريباً في تَبيانِ الموادِّ القانونيةِ التي بُنيَ على أساسِها طلبُ النقض بحسبِ أصحابِ الشأنِ القانونيّ فإنّه لا مجالَ للشكّ في أنّ ثَغرَ منال افترَّ اليومَ عن طرَفِ ابتسامة تُعيدُ الأملَ إلى نساءٍ مُعنّفاتِ قضَين قتلاً أو صمتاً في وجهِ فورات الغضب. وإلى قلبِ البلد حيثُ الغضبُ الساطع آتٍ بإعادةِ الأملِ إلى الحَراكِ المدَني في الذكرى السنويةِ الأولى على الحَراك لملمتِ الحمَلاتُ نفسَها رَصت صفوفَها من جديد تلاقَت في ساحة رياض الصلح فاستعادتِ الساحةُ زَخْمَ الحَراكِ المطلبي بعد توقّفٍ إراديٍّ أصابَها بالشلل وتركَت حملة بدنا نحاسب وحدَها تصارعُ المناقصاتِ المشتبهَ فيها وصفَقات “طلعت ريحتها” فساداً أما التوقّفُ القسريُّ عن الحَراكِ فحدّثْ به ولا حرَجْ بعدما تراصّتِ السلطةُ ضِدَّه وعمِلت بالتكافلِ والتضامنِ لتفكيكِه وضربِه حمايةً لمصالحِها وإمراراً لصفَقاتِها المشتبه فيها وحفِاظاً على حِصصِها مِن سرِقاتِ المالِ العام. معَ بلوغِ الحَراكِ عامَه الأول النُفايات “راجعة تطمرنا” وما على الحراك إلا أن يَظلَّ الصوتَ الذي يؤرّقُ سلطةً أحكمت قبضتَها على خِناقِ اللبنانيين عِشرينَ عاماً وحان موعدُ طمرِها.