يعودون بخشب يغطي أشلاءَهم لكنهم يعودون تسعةَ عشرَ لبنانياً صعدوا الى السماء في الرابعَ عشرَ من تموزَ الماضي ولم تعثرْ عليهم أرض واليوم وبعدَ خمسة أشهر على سقوطِ طائرتِهم الجزائرية في مالي يستقبل مطارُ بيروتَ جثامينَهم ليعيشَ الوطنُ الحزنَ مرتين كما قال وزيرُ الخارجية جبران باسيل الذي رافق رحلة العودة الاخيرة.
باسيل أضاء على مأساة الاغتراب حيث ملايينُ اللبنانين في افريقيا لا يجدون طائرةً تُقِلُهم الى الوطن فيما هم يبادلون وطنَهم ويرفدونَهُ بالملايين .
أسى الرجوعِ وأنتظارِ الاهل لأحباء يعودون أشلاءَ غيرَ مكتملةٍ هو نهاية وان كانت مفجعة لكّن مأساةَ المنتظرين على أرصفةِ الخاطفين لم تُعرف لها وصفاً حتى الان والمنتظر يتعلقُ بحبلِ هواء برُسل يَدّعون الوساطة بمتطوعين يلعبون على هذا الحبل قبل أن يمنحونا الهواء.
على مطارِ بيروت أهلا وسهلا بكم في رحلةِ الموت، وعلى مدرجِ الجردِ أهلا وسهلا بكم على متنِ وسيطٍ جديد هو نائبُ رئيسِ بلديةِ عرسال احمد الفليطي الذي كلفَهُ وزيرُ الصحةِ وائل ابو فاعور رسمياً القيامَ بدورِ الوسيط بعدَ موافقةِ الحكومةِ على ان يكونَ دورُهُ نقلَ الرسائلِ بين الطرفين وقال الفليطي إن داعش وافقت على تكليفِه وفي إتصالٍ مع المُكلِف اعلن الوزير وائل ابو فاعور للجديد أن ما نقوم به خطوةٌ إيجابيةٌ فتحت باباً على قضيةٍ معقدة وتوسّم وزيرُ الصحةِ خيراً في مساعي الفليطي الذي وصفَهُ بالرجلِ القادرِ على التواصل.
مئةُ سؤالٍ وسؤال عن التكليفِ والمُكلف ومدى مطابقتِهِ للشروطِ الامنية عن موافقةِ الحكومة وخليةِ الازمة على فتحِ وليد جنبلاط منفرداً أبوابَ تواصلٍ لكن هذه الاسئلة ستتنحى مرحلياً لتبيانِ النتائج وما إذا كانت ستحملُ خبراً يرفعُ السيفَ عن رقابِ الجنود.