Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 22/12/2014

أَطبقت مرورياً .. وفُتحت سياسياً، الطرقاتُ أقفلت عن بَكرةِ سياراتِها في صورةٍ سُرياليةٍ عن بلدِ العيد .. ومن بين زَحمةِ السير وضجيجِ المزاميرِ يرتفعُ صوتُ الحوارِ الذي يتلوّنُ أزرقَ على أصفرَ في عينِ التينةِ غداً، حِزبُ الله والمستقبلُ يبدآنِ مباراةَ الإيابِ بعدَ رحلةِ ذَهابٍ طالَ أمدُها، وتُبنى العَلاقةُ الجديدةُ على مُستوى لاعبي خطِّ الوسَطِ وتؤسّسُ للقاءِ الحكام، على أن يغارَ اللونُ في نهايةِ العام فيجتمعَ البُرتقاليُّ على الأزرق فَرعِ مِعراب حيثُ عون وجعجع والرئاسةُ ثالثُهما، الجَمعُ المارونيُّ يَعقِبُ زيارةً للمرشّحِ الرئاسيّ سمير جعجع للسُّعودية حيثُ أعادتْه المرجِعياتُ التي التقاها هناك إلى التفاهمِ المسيحيِّ المَسيحيّ لكونِ المملكةِ تنخرطُ حالياً في إعادةِ ترتيبِ أوراقِ البيتِ العربيِّ الخليجيّ .. ويأتي تصنيفُ لبنانَ في المرتبةِ التي تتفاعلُ معَ الحلولِ العربية، فكلُّ ما في المِنطقةِ آخذٌ في تغييرِ المسار على وقعِ خطرِ تمدّدِ الدولةِ الإسلامية، والمصالحاتُ العربيةُ التي رَسَمَ أُطرَها الملِكُ عبدُالله منذ قِمةِ الكويت بدأَت شَقَّ طريقِها منَ العَلاقةِ المتوترةِ بينَ مِصرَ وقَطَر.

وَفدٌ قطَريٌّ إلى القاهرة .. عزلُ رئيسِ الاستخباراتِ المِصريةِ محمّد فريد التِّهامي .. تعيينُ اللواء خالد فوزي بَديلاً .. إقفالُ قناةِ الجزيرةِ مباشَر في مِصر بقرارٍ مِن الدوحة .. ترقّبُ زيارةٍ لأميرِ قطرَ للقاهرة للقاءِ السيسي .. كلُّها مؤشّرات الى أثاثٍ جديدٍ للبيتِ العربيّ الذي غيّرَ مُقتنياتِه منذ استبدالِ بندر ببندر في السُّعودية واعتمادِ المملكةِ سياسةَ الإنكارِ لأسلوبِ بندر بن سلطان في الحروب وإسقاطِ الانظمةِ وتَعيينِ خلفٍ يَحمِلُ بعضاً مِن الاسم لكنّه يختلِفُ في الروح إذ تسجّلُ سيرةُ الأمير خالد بن بندر بن عبدِ العزيز آل سعود نقيضَ صورةِ السَّلَفِ في الانضباط وعدَمِ فتحِ جبَهاتٍ فَرعية، فمَن كانت بينَهم الجبَهاتُ عامرة .. يجتمعون اليومَ على وَحدةِ الخطَرِ الأسود .. ويزورُ رئيسُ حكومةِ العراق حيدر العبادي دولةَ الكويت طارِحاً تصفيرَ المشكلات .. وتغيّرُ تونُسُ وجهَها فتخلعُ عنها قناعَ الإخوانِ بعدَ فوزِ الباجي قائد السبسي.

لبنان بيتٌ صغيرٌ بينَ هذه الدول .. زاره الروسيُّ والأميركيُّ والفرنسيُّ والإيطاليُّ واليومَ الإيرانيّ .. ومع هذا الغزوِ العالمي تبقى الأزَماتُ مكانَها .. الرئيسُ يُرحّلُ إلى مفاوضاتِ الحلِّ النهائيِّ وأزْمةُ المخطوفين العسكريين تنتقلُ مِن يدِ شيخٍ إلى وزيرٍ فهيئةٍ وجهاديٍّ وخلية ” وشيخِ طريقة”، وكلُّ الدولةِ تدركُ أنّ حلَّ هذا المِلفّ لن يكونَ في المراوغة ولا المُراوحة بل في المِروحيات في عَتادٍ وأسلحةٍ مِن ضمنِها طائراتٌ تنتظرُ المَدْرَجَ السياسيَّ للهبوط .. ومتى وصلت فإنّها ستفتحُ أولى مُهماتِها فوقَ الجرد .. لتنهيَ جُرحاً وإن فُتحت مِن بعدِه جراح.