فليطي رايح مصري جاي متعهّدُ الوساطة الشيخ وسام المصري تمكّن في سباقِ العدّائين إلى جرود عرسال من الفوزِ على آخرِ الوسطاءِ أحمد الفليطي الذي زكّاه الوزير وائل أبو فاعور بعد إجراءِ الفحوصِ العينيةِ لمطابقتِه الشروطَ التفاوضية المصري عاد من صوبِ الخاطفين بلائحةِ مطالبَ تضمّنت مِنطقةً عازلة واستشفاءً و”طِبابةً” وإخراجَ النساءِ المسلماتِ المعتقلاتِ بسببِ المِلفِّ السوري مع إعلانٍ من الدولةِ الإسلاميةِ بوقفِ قتلِ العسكريين يتراءى للبنانيين أنّ العداءَ المصريَّ قد اجترحَ الحلّ وعاد بمطالبَ سهلةِ التنفيذ ولا تتطلّبُ سِوى نياتٍ رسميةٍ بالتطبيق لكنّ ما تفرِضُه داعش على لبنان هو حزامٌ أمنيٌّ من وادي حْميد إلى جرد الطْفيل فعرسال وبحِساباتِ المِساحةِ الجغرافية فإنّهم يطلُبونَ دولةً بينَ الدّولتين تتوزّعُ على نحوِ ستِمئةٍ وستةٍ وستينَ كيلومتراً مربّعاً ولو كان الجردُ يَحكي لَعلّقَ على هذا المطلَبِ وصعوبةِ تحقيقِه واتّساعِ جغرافيتِه داعش التي رأى المصري الغضبَ على وجوهِها أعلنت أنّ حربها على حِزبِ الله وليست على الجيش أو الحكومةِ اللبنانية وهي إذ التزمت وقفَ القتل إلا أنها أبقت الباب مفتوحاً على مصراعيه عندما أعلنت أنّ أيّ إغلاقٍ لحاجز وادي حميد يعرّضُ العسكرَ للقتل وبالتفسير العمَلانيِّ لهذا الوضع أنّ سيفَ القتل ما زال مرفوعاً فوق رؤوسِ العسكريين وأنّ الخاطفين يأمُرون الجيش بالتنحّي والانسحاب من طريقِهم ويعلنون أنّهم سيستمرّون في الاعتداءات على الجيش وفي التسلح ويريدون للمؤسسةِ العسكرية أن تدعَمَهم في حربِهم فافتحوا لنا الطريق وطبّبونا وأمّنوا لنا المِنطقةَ العازلةَ لتهريبِ السلاح واركَنوا جانباً فحربُنا ليسَت عليكم وبكلامٍ أكثرَ تبسيطاً ترجمةً لمطالب الخاطفين أنّهم يقايضونَ العسكرَ المخطوف بوجودِهم ومصيرِهم ويطرحونَ شروطاً تشكّلُ سِترةَ نجاةٍ لهم ويأخذونَ الجيشَ اللبنانيَّ رهينةً ثانية ويهدّدونه ما لم يَرمِ السلاح فأيُّ وساطةٍ تلك التي جاء بها المصري ولمن يُقدّمُ الرجلُ خِدْماتِه لو كانتِ الوساطةُ جادّةً لَما أُذيعت في الاعلام فكلُّ تفاوضٍ جاوزَ الاثنينِ شاع وأُفسدت أهدافُه ضَرب المصري مبدأَ السريةِ في تبادلِ الشروط وأبلَغَنا شروطَ الدولةِ الإسلاميةِ التي هي عبارةٌ عن ابتزازٍ وخطفٍ جديد ولو كان يَحمِلُ عروضاً قابلةً للتطبيقِ لأودعَها سراً عند المكلفين التفاوضَ أو لدى لَجنةِ أمنية ثلاثية أما أخبارُه السارةُ تلك فلم تكُن إلا تلاعباً بمشاعرِ الأهل واستدراجاً لهم إلى الشارع لإبداءِ نَقمتِهم على الحكومة مجدّدًا بعدما كانوا قدِ التزموا الهدوء وكما تَنتهى الأعوام على الدولةِ اللبنانية أن تُنهيَ بنفسِها هذه الأوهام وتُطلِقَ كَفى صريحة لكلِّ مَن يَلعبُ بالجراح.