لا سوادَ في مدينةِ الفيحاء سِوى المِظلاتِ السودِ التي ارتفعت لتقيَ المشيّعين زخاتِ المطر مطرٌ كدمعٍ على الرحيلِ تساقطَ بغزارةٍ في يومِ تشييعِ دولةِ الرئيس الرجلِ الذي قضى عُمراً بكرامة وكان يرى كراماتِ آخرين ممّن تسوّلوا السلطة وقد سقطت أمامَ ناظريه طرابلس اليوم كانت ساحةً له لإلقاءِ النظرةِ الأخيرةِ على جُثمانِه ساحةً لعبد الحميد كرامي بعدما سرَقها نورٌ مزيفٌ باسمِ الله يومُ طرابلس كان حاشداً بجُمهورٍ وفيّ وقد شارك أيضاً رئيسُ الحكومة تمام سلام فيما سُجّل أنّ الرئيسينِ نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة حضرا كاملَ المراسم وكأهلِ الفقيد جَزاهما اللهُ كلَّ خير لبنانُ لا يزالُ في حدادٍ على الراحل لكنّه سياسياً سيبدأُ بتفقّدِ الأعمال وأولُ مواعيدِها الاثنينِ معَ الجولةِ الثانيةِ مِن حوارِ المستقبل حزبِ الله على أنّ المحكمةَ الدَّوليةَ الخاصةَ بلبنان استَبقت جدولَ أعمالِ الجميع ودخَلتِ السنة مُمدِّدةً ثلاثَ سنواتٍ بتفويضٍ مِن الأمين العام للأمم المتحدة بانكي مون تمديدٌ سيَفرِضُ على لبنانَ تمويلاً سنوياً لثلاثةِ أعوامٍ مقبلة من دونِ أن يحظى لليومِ بخيوطٍ حقيقة سِوى تلك التُّرَّهات التي وردتْنا على شكلِ دليلِ اتصالاتٍ سَقط بالحُجةِ والدَّمغة واختَرق شهاداتِ الشهود وأبرزُهم مروان حمادة وإذا كانت قضايانا خاسرة فإنّ الربحَ ولو مُحارَباً جاء اليومَ على جَناحِ المحكمةِ الجنائية.. حيث قدّمت السلطةُ الفِلَسطينيةُ طلبَ الانضمامِ إليها/ وسينظرُ إلى الطلب في خلالِ ستينَ يوماً وإلى ذلك الحين فإن حفَلاتِ الجنون الإسرائيليةَ الأميركيةَ ستبدأُ بحقِّ السلطةِ الفلَسطينية وقد تُترجمُ على شكلِ حِصارٍ ماليٍّ اقتصاديّ على الفلسطينيين على أن الخُطوةَ هي نصرٌ لمحمود عباس وأرفعُ قرارٍ يتّخذُه منذ تسلّمِه السلطة ومن شأنِه أن يجعلَ القادةَ الإسرائيليين يهربونَ كالفئران في مطاراتِ العالم بعد أن يصبحوا مطلوبينَ كمجرمي حرب ومنذ الآنَ بدأت تنتشرُ أسماءُ خمسَ عشْرةَ شخصيةً إسرائيليةً مُتهمةً بإرتكاب جرائمِ حربٍ ضدّ الشعب الفلَسطيني وبينَها إيهود باراك وايهود اولمرت وعاميير بيريس وبناميين بن اليعايزر وآفي دختر ودورون الموغ وتسيبي لينفي وغيرُهم ممن اتّخذوا قراراتِ الحرب وبعضُهم اختبرَ التسللَ والهربَ مِن المطاراتِ الأوروبية بعدما واجه حتميةَ الاعتقال.