ليسَ بالأسماءِ وحدَها يحلو المُناخ.. فـ”زِينة” اسمٌ على غيرِ مُسمّى.. وصلت بدلالٍ وترحيبٍ لكنّها أقامتِ الدنيا ولم تُقعدْها.. فحَبَستِ الأولادَ في منازلِهم وعطّلتِ المدارسَ غداً وغزَتِ المرافئ.. وضرَبتْ أرضاً وفضاءً بتأثيرِها في حركةِ الملاحةِ الجويةِ وتوقّفِها حتى إشعارٍ آخر.
زِينة سمَحت لموجِ البحرِ أن يدخُلَ بيوتاً محاذيةً للشواطئ من دونِ تأشيرة.. وبَسَطت سلطتَها على الدولةِ فأقفلت طُرُقاً جبليةً وحاصرتِ المواطنينَ في علوِّهم زينة تُبرقُ وتُرعِدُ وتقتلعُ الأشجار.. لكنّ اللبنانيينَ الذين اعتادُوا التعاملَ معَ العواصفِ على أنواعِها.. يأخذونَ الأمرَ اليومَ على مَحمِلِ التندّرِ وتحدّي التيارِ ومحاربتِه افتراضياً ومغازلةِ زِينة كصبيةٍ مِن عَصفِ الريح .
المُناخُ المستجِد.. اقتلعَ كذلك كلَّ الأنواءِ السياسية.. وضبّ المسؤولينَ في منازلِهم لاسيما أنّ وصولَ العاصفةِ واعدَ عيدَ الميلادِ لدى الطائفةِ الأرمنية الكريمة.. فتنحّت كلُّ “الانشغالاتِ” السياسيةِ جانباً واقتَصرَ بعضُها على قراءةٍ في حوارِ الأمسِ بينَ حِزبِ الله والمستقبل.. ولم يَسمح هبوبُ الريحِ لأيٍّ مِن الوزراءِ بمطاردةِ الفسادِ في عنابرِه.. لأنّ المرافئَ المعنيةَ تتلاطمُها الأمواج.. والمطارَ يعاني سُوءَ الملاحةِ بعدَ إضرامِ الهواءِ في مَدارجِه ولأنّ الكلامَ للريح.. فسننتقلُ مباشرةً إلى مراسلينا باسل العريضي من كفرذبيان ورونا الحلبي من محيطِ المطار.