Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 8/1/2015

لم تعد زِينة وحدَها تَراقِصُ الطبيعة .. فالعاصفةُ الآتيةُ بدأت تنبعثُ روائحُها من فخامةِ الحكومة ومجلسِها الوزاريّ الذي صعقته أزْمةُ النُفايات رياحٌ وثلوجٌ فعلت فعلَها في البشَرِ والشجَر وطمَرت طرقاً جبلية .. لكن ما سيطمُرُ الحكومةَ سيكونُ أشدَّ فتكاً وأكثرَ زينةً من عاصفةٍ مرّت ومكَثت أياماً قليلة

الأضرارُ التي سيخلّفُها المُناخُ تعالجُها هيئةُ الكوارث .. لكنْ مَن سيعالجُ كارثةَ الاحتكاكِ السياسيّ وظاهرةَ الاحتباسِ الوزاريِّ التي ضرَبت مجلسَ الوزراء .. وأقفلتِ الطرقَ إليه اليومَ وهدّدت بتعليقِ العملِ الحكوميّ المجلسُ أرجأ البحثَ في مِلفِّ مَطمَرِ الناعمة على وعدِ مناقشتِه وَفقاً لطروحٍ إصلاحيةٍ تقدّم بها حزبُ الكتائب .. لكنّ استحقاقَ السابِعَ عشَرَ مِن هذا الشهرِ سيَدهَمُ النّقاش .. وسيَفرِضُ تمديداً للمَطمرِ في كلِّ الحالات ما لن يوافقَ عليه الحزبُ الاشتراكي .. وبناءً على هذهِ الصورة فإنّ للنُفاياتِ طريقَين: والبحرُ وراءَها والشارعُ أمامَها .

الحربُ بالنُفاياتِ تُضافُ إلى الحربِ الوزرايةِ على الفساد .. حيث كَثُرَ الفاسدونَ وقلَّ الموقوفون .. ومن جملةِ حمَلةٍ لوزارءِ الصِّحةِ والاقتصادِ والمالِ والزراعة طافت الموانىءُ والمرافقُ والمرافىءُ بالمرتكبينَ ومورّدي السموم .. وبلغْنا مرحلةً نوويةً في الكشفِ عن الجرائمِ بحقِّ المواطنيين .. لكنّ القضاءَ لم يواكبْ هذا المَسارَ بتوقيفاتٍ على مُستوى الحدث وسنجدُ أنفسَنا مرةً أخرى وقد تضامنا معَ صوتِ النائب جورج عدوان الذي سأل عن عددِ الذين أُوقفوا في مِلفاتِ الفساد .. وهل فَرضتِ السياسةُ مِظلتَها على مافياتٍ قابضة ؟ .

هذا الوباءُ لم تتأثّرْ به حركةُ الأنواءِ السياسية ولا تياراتُها بحيث الحوارُ بين حزبِ الله والمستقبل ينعكِسُ تَحفيزاً على القواتِ وعون وإذا كانت قراءةُ الزعيم وليد جنبلاط تستطلعُ دعماً إقيلميًا ودَوليا لهذا الحوار فإنّ حقيقةَ هذا الدعم هي الموافقةُ السُّعوديةُ الإيرانية ..

موافقةٌ استَعجلت الحكيمَ الى العودةِ مِن الرياضِ طارقاً أبوابَ الرابية .. وربَّ هامسٍ في إذنيه بأنّ المستقبلَ وحزبَ الله سوف يتّفقانِ على الرئيس فاذهبْ وتوافقْ على عون رئيساً وَضعْ شروطَك تترافقُ هذه الأجواءُ ومعلوماتٍ باتت تؤكّدُ أنّ الفيتو الذي وضعَه سابقاً وزيرُ الخارجيةِ السُّعودي سعود الفيصل على الجنرال رئيساً لم يعدْ قائماً بعدما نُقِلَ المِلفُّ اللبنانيُّ من السياسيينَ السُّعوديين وأصبح في عُهدةِ رئيسِ الاستخباراتِ الامير خالد بن بندر بن عبد العزيز الذي وصل إلى واشنطن .. في زيارةٍ لن يغيبَ عنها مِلفُّه.