IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الثلاثاء في 27/1/2015

newtv

لبنان.. كازينو فهذا البلدُ أصبح صالةَ ألعابٍ فيها ما يَكفي منَ المقامرين.. وقياساً على التشبيهِ فإنّ ما وقع في كازينو لبنانَ اليومَ هو لُعبةٌ من لعَبِ الروليت أوِ البوكر التي أردت مئةً و واحداً و تِسعينَ موظّفاً خارجَ الصالة.. فخسِروا الرِّهانَ على وظيفةٍ بلا تعَب ما يربو على ألفٍ وثلاثِمئةِ موظفٍ في كازينو لبنان معظمُهم تنفعياتٌ للسياسيين.. يخدِمونَ الشعوبَ الكادحةَ التي تراهنُ على أموالِها.. فهل كان الكازينو سيحتاجُ إلى هذا الجيشِ من الموظفينَ لإدارةِ صالتي ألعاب؟ وكيف تَوَزّعَ التوظيفُ حِصصاً ومغانمَ على مدى العهودِ بينَ السياسيين كحالِ أيِّ مَرفِقٍ عام؟ لقد أَرهقوا الكازينو بالمحسوبياتِ حتى انفجر.. وظّفوا كتيبةً برواتبَ مِن دونِ عمل.. واليوم قرّرتِ الإدارةُ طردَهم ما دفعَهم الى الشارع لكنّ الموظفينَ لن يتحمّلوا تَبِعاتِ الرذائلِ السياسية.. وتلكَ مسؤوليةُ مَرجِعياتِهم التي قرّرت أن تعبّئَ أزلاماً لها في كلِّ إداراتِ الدولةِ ومرافقِها والنتيجةُ أنّ الموظفينَ أقفلوا الكازينو على مَن فيه.. وتَحوّلوا إلى مياومين يعتصمونَ في الداخلِ ويُحاصرونَ المكان . وإلى ألعابِ المَيسرِ في السياسةِ التي تتصدّرُها مواساةُ الرئيسِ الأميركيِّ باراك أوباما بالحُزنِ الملَكيِّ في السُّعودية.. ومعَ أنّها زيارةُ تعزيةٍ فإنّ مكتبَ أوباما سرّب جدولَ أعمالِ البحثِ معَ الملِكِ سَلمان.. ووَضَعَ ثلاثةَ عَناوينَ للنقاش تبدأُ بداعش ويتوسّطُها المِلفُّ النوويُّ وتنتهي بمِلفِّ اليمن.. وهي القضيةُ التي ستغيّرُ وجهَ المِنطقة بعد سيطرةِ الحوثيين وفي المملكة.. رائحةُ رئاسةٍ صَعِدَت مِن اجتماعِ عون الحريري ولقائمِها الثنائيِّ على هامشِ تقديمِ التعازي.. واهتمامِ الحريري بالجنرال على خطِّ المواصلاتِ في الرياض وإذا أراد الحريري تفعيلَ النقلِ المشتركِ فإنَّ ذلك سيرتّب عليه تسييرَ رِحْلاتٍ إلى الرابية بعدَ الرياض.. واستثمارَ وجودِ عون في المملكةِ لتقريب ذاتِ البَين معَ السُّعودية بعدما أمسك مديرُ الاستخبارات الامير خالد بن بندر بن عبدِ العزيز بالمِلفِّ اللبنانيِّ ونَزَعَه من الأيادي السياسية هي الطريقُ الوحيدةُ السالكةُ على الخطِّ الرئاسيّ.. أما المساعي الفرنسيةُ فقد نعاها مسؤولُ الخارجيةِ جان فرانسوا جيرو الذي صرَفَ النظرَ عن زيارتِه لبنان بعد الفاتيكان وعاد إلى باريس إثرَ ستِ جولاتٍ شمِلت طهرانَ والرياض من دونِ تحقيقِ أيِّ خرقٍ في المِلفِّ الرئاسي ورَبَطَ جيرو عودتَه بالحوارِ بينَ السُّعوديةِ وايران.. وإذا ما اندلعَ هذا الحوار.. فإنّ إيران ستُرشدُ الرياض إلى الرابية وتقولُ لمحاوريها ما سَبَق وأكدتْه: إذهبوا الى ميشال عون.. فمن حقِّ المسيحيين تقريرُ مصيرِهم.