قَدَرُ الزوارِ مجدداً أن يَبلُغُوا العَتَباتِ المقدسة بالخطفِ أو الاستهدافِ حتى الموت حافلةٌ منَ الزوارِ اللبنانيين حَجَّت نِصفَ الشعائرِ إلى السيدة رُقية ولدى توجُهِها إلى مقامِ السيدة زينب إنفجرت عُبوّةٌ ناسفةٌ في داخلِها فقَتلتْ وجَرحت العشرات بينَهم ستةُ لبنانيينَ قَضَوُا شهداءَ على دربِ أهلِ بيتِهم.
جبهةُ النُصرة تبنّتْ سريعاً العملية قبل أن تتفحَّصَ مُكوناتِ الانفجارِ وما إذا كانَ عُبوّةً أم عَبْرَ انتحاريٍ فجّرَ نفسَه بالحافلة وقد صَوّبتْ وَكالةُ سانا تلكَ المكوناتِ بإعلانِها أنّ عُبوّةً ناسفةً أُلصِقتْ في أسفلِ الحافلة لحظةَ توقُفِها في مَرأَبِ المحطةِ الأولى من مَسارِ الزيارةِ الدينية قبلَ أن تَنفجِرَ عندما وَصلتْ إلى الكلاسة في دمشق وتَحدثتِ المعلوماتُ عن عُبوةٍ ثانية جرى تعطيلُها قربَ الحافلة.
وعلى وقْعِ شعارٍ واحد: “لبّيكِ يا زينب” عادتِ القافلةُ التي تضمُ الناجينَ من حملةِ “عشّاقِ الحُسين” إلى المشرفية معلنةً أنها ستسيِّرُ رِحْلاتِها كلَ يومِ أحد كالمعتاد وأن الإرهابَ لن يُثنيَها عن تلكَ المسيرة هم عادوا برِضى الله وحكمتِه أنه وَضَعَ ذويهم على طريقِ الشهادة معَ أهلِ الصَفاء وذاكَ الرِضى ينسجمُ وتوصيفَ المرحلةِ التي اختَبر فيها الزوارُ ما هو أسوأ لدى اختطافِ حُجّاجِ أعزاز فالخطفُ ذُلّ والموتُ رحمةٌ في زمنِ قطعِ الرؤوسِ والإعدامِ بالرَصاص والتفاوضِ الرخيص والتهديدِ اليوميِ بالقتلِ وسحْبِ السيوفِ عند أيِ قرارٍ لا ينسجمُ ومطالبَ الخاطفين في الأسْرِ رهنٌ وطأطأةُ رؤوسٍ للمخطوفينَ وعائلاتِهم ووطنِهم وسيادتِه وقراراتِه.
وإذا كان مَخطوفو أعزاز قد تَحرّروا بعد معاناةٍ طويلة نتيجةَ مفاوضاتٍ صعبةٍ قادَها اللواء عباس إبراهيم فإنّ الرهائنَ مِن الجيشِ اللبناني والقُوى الأمنية ما زالوا يُعانونَ الموتَ يومياً منذ آبَ الماضي ولأجلِهم أصبحت الدولة مرهونة لقطاع طرق الجرد وأولئك لذين يدعون الوساطة زوار السادة عادوا سادة بالشهادة ولم يتم رهنهم لأبو أبراهيم أو ابو مالك أو ما يعادلهما من زمر أرهابية تتحصن بالمخطوفين لتبقى على قيد الجرود.
أول المعزين الرئيس فؤاد السنيورة الذي اعتبرهم شهداء فهل يتراجع عن شهادته كما درجت العادة الجواب في حاجة الى ثلاثة عشر يوماً اضافية لكن العصف الفكري للسنيورة دفعه الى نتيجة واحدة أن هذا العمل الاجرامي يخدم مصالح النظام السوري.