لبنانُ بشالِه الأبيض لا يَحكي إلا لغةَ العاصفة .. “على كلّ قلب على كل مَرج الفة وخير وحبّ متل التلج ” يحاربُ بسلاحٍ أبيضَ سوادَ السياسة ورايةَ الإرهاب التي تتّخذ العسكر المخطوفَ مِدفأةَ شتاء رياحُ وندي ستنحسر .. والثلجُ سيذوب ذاتَ ربيع .. وسيَستبدِلُ لبنان سلاحَه الأبيضَ بعَتاد يصنعُ المعركة لأنه سيكون أمام المواجهةِ الحتمية بين نَيسانَ وأيارَ المقبلين في ملفِّ العسكريين وربطاً علِمت الجديد أنّ المديرَ العام للأمن العامّ اللواء عباس إبراهيم يستعدُّ لزيارة تركيا بعد قطر وسط تردّدِ معلوماتٍ تتّسمُ بالإيجابية في مِلفِّ التفاوض وأحد أبرزِ المستجِدات أن جبهةَ النصرة ستسلمُ الدولةَ القطرية أسماءً جديدة ممن تطلبُ التفاوض بشأنِهم مع الجانب اللبناني ما يعني أن الدوحة وأنقرة قد عادتا إلى الانخراط في التفاوض بعدما كانت قطر قد أعلنت عن تجميدِ دورِها وأحجمت تركيا عن تقديم أيِّ مساعدة في هذا الشأن والدور التركي جرى تفعيلُه ليس على خطوطِ التفاوض فحسْب بل عند الحدودِ السورية لجهة حلب عندما تدخّلت الأفواجُ النظامية التركية بنحو أربعمئة مقاتل لمساعدة المسلحين الإرهابيين على استعادة قرية واحدة في ريف حلبَ الشمالي وذلك لتأمين الممرات التي كانت تغذّي المسلحين بالعَتاد من قلب تركيا وبعلم حكومتِها حكومتُنا .. لا علمَ لها ولا خبرَ عن مصيرِ السلاح الذي ستحاربُ به الإرهاب إذ إنّ الملياراتِ الثلاثةَ الممنوحة منَ السُّعودية تنتظر مراحلَ التصنيع والتدريب قبل التسليم وهذا ما كشفَه الرئيس سعد الحريري أمام زوّارِه اليوم الإيجابيةُ اليتيمةُ في هذا التّصريح أنّ الحريري ما زال ضيفاً عزيزًا على لبنان وأنه لم يقرّرْ شدَّ التَّرْحال بعد أما في السلبياتِ فإنّ الحريري “لم يتحدّث من كيسه” فهو استعرَضَ لنا خطَّ سيرِ الملياراتِ الثلاثة ولم يَكشِفْ عن مصيرِ المليارِ السُّعوديِّ الذي تقاضاهُ هبةً للجيش والقُوى الأمنية اللبنانية “الثلاثة زائد واحد” .. في مهبِّ الريح والخوفُ أنه عندما سيذوبُ الثلجُ سيظهرُ مرج الوعد الكاذب .